عيد

ثمّ ماذا؟
ثمّ إنّه العيد.

يبدو لطيفاً أن مفهومه يكبر معنا لتتسع دائرة إدراك قدسيته عيداً بعد عيد بكلّ مشاعره محسوسةً وملموسة.

جميعنا نتّفق أنّنا سننسى ونتناسى آلامنا صباح طلعته البهيّة لتستمرّ الحياة، أغلبنا يملكُ عزيزاً فارق دنياه خلال العام، لكنّنا نحاول جهدنا أن نصبر كُرمىً للأطفال، ولنا في الجنة بعد هذا الصبر لقاءٌ جميلٌ باذن الله.

ما هو العيد؟

ربّما كان عيد الأمّ في طبق المعمول أعدّته بالحبّ كل الحب.
وعيد الأب في تلك العيديّة يخرجها من جيبه إلى جيوبنا لا يقطعها عنّا مهما كبرنا بل يزيد.
عيد الأخت حين تقول: الله لا يحرمني سندتك يا أخي.
وعيد الجار حين يقول: الله يديمك عليّ نعمة يا جاري.
عيد الشاعر بين أبيات قصيدته، عيد الكاتب بين كلمات نصّه.
وعيد الموسيقار في معزوفته، وعيد المصوّر الفوتوغرافيّ في بديع اللقطة التي وثّقتها عدسته.
وعيد الصّغار في تلكم الحلويات الملوّنة التي لا نستطيع منعهم عنها في هذا النّهار مهما حاولنا.

عينٌ ودال بينهما ياء، كيف لهذه الحروف الثلاثة أن تُبهجنا كلّ هذه البهجة؟

كيف نصغر لا إرادياً ليلة العيد، وكيف يتقافز ذلك الطفل بين جنبينا مرحاً وسعادةً وسروراً وكأنّه عيده لأوّل مرّة؟
لماذا يملك هندامه الجديد أناقةً دوناً عن سواه؟
ولماذا يتميّز كعكه برائحةٍ أخّاذةٍ لا يعرفها إلاّه؟

إنّه يوم البسمة، يوم الجمال صباحَ مساء.
إنّه عيدنا، ونحن بامتثال أمر الله وتعظيم هذه الشعيرة نشرق على العالم بصورةٍ عزيزةٍ أبيّة.

إنّه عيد الأمّة، عيد فلسطين بامتياز هذا العام، إنّه عيد الشآم وعيد الأوطان، إنّه عيد الشهيد وعيد أمّه، إنّه عيد الأسير وعيد زوجه، إنه عيد أبناء الشهداء وعوائل الأسرى والمرابطين.

صباح النور يا غزّة، صباح الشام للشآم، صباح العيد للأمّة، صباحُ العزّ للإسلام.

صباح العيد جميعاً.
تقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال.

عيد الفطر 2021