نعم
النضج سلام، والسلام عافية، والعافية رضا، والرضا تمام النعم.
: “لا تمت، ربّما ما زال في جعبة الأيام وعد”. نادتِ الجذعَ الجهنّمية. : “اصبر، علّ غيثًا يمنحُ المحزون سعد”. راحت تردّدها له مع طلّة الصبح البهيّة. يرقب الجار باهتمامٍ عن قُربٍ ما يجري بين الاثنين، والشمس بهدوءٍ لذيذٍ عن بُعدٍ كانت تُراقب. لم يرغب صاحب المجنونة انهاء الحكاية، أبقى على الجذور ومدّ حبلًا غليظًا
ربّما لا تنتهي حيواتنا حتى نعبر حروف أسمائنا بمتعةٍ ما كما لو أنّنا في مدينة ألعاب، وربّما بقلقٍ كما لو أنّنا في مدينة أشباح! من يدري. ربّما لا نرحلُ قبل أن نجد الكنوز المخبوءة لنا بين منحنياتها. ربّما مازلتَ تعيش حتى اليوم عند نقطةٍ ما رغم كلّ ما عشته، وربّما تفصل بينك وبين الحرف الأخير
ثمّ يكوي الندم فؤادك كيًا.. لكلّ لحظةٍ في العمر لم تتنعّم فيها كما ينبغي بنعمة أن تُسمعه كلّما استطعت ترنيمة الحب القويم ونغم السلام السليم: بابا.💔 جعل الله لوالدي ووالديكم نورًا.
أيُردُّ نبض القلوب لأصحابها ردًا جميلًا على حين غفلةٍ ولو بعد حين؟ أتعلمين؟ نمتُ الليلة حافيَ القدمين على غير عادة، أربعون عامًا مضت وانقضت وأنا أغفو الليالي ليلةً بعد ليلةٍ منتعلاً جوربًا جديدًا وألمّع الحذاء. هل تُخلَفُ المشاعر النقيّة يومًا ما أضعافًا مضاعفةً للجميع دونما استثناءٍ كُلٌ يُخلف ضعف ما أنفق بلا حساب؟ أتعلمين؟ بسببكِ
أنت لا تعلم كيف تُجاهد أسئلة ما قبل النوم أعينٌ كلّ ليلةٍ كي تنام، تستيقظ صباحًا على عجلٍ على أمل أن يكون صباحها هذا صباح الانتظار والفقد الأخير. وأنا لا أعلم كيف تنبض أفئدة الأهالي التي غُيّب أبناؤها عنها قسرًا منذ ساعاتٍ أو منذ أيّامٍ أو منذ سنين. لا أحد يعلم تمام العلم كيف يدعون،
عاد إلى بيته من جديد، أغلق صباحًا بابًا خشبيًا اعتاد أن يئن، وفتح عصرًا بابًا حديديًا أكل الدهر عليه وشرب وهو يحن. عاد الوحيد، فتح حقيبةً مليئة بالذكريات والضحكات، رتّب على رفوف قلبه بضعها وعلى رفوف مكتبته بعض. وضع الصورة التذكارية التي جمعته بعائلته في برواز كبير وعلّقها على ظهر الباب. غصّ بالدمع البابان.. بكى
أولئك الذين سببوا عمدًا ندوبًا للآخرين أرادوها لهم مدى الحياة؛ قَهَرَتهم قهرًا مُرًا يليق بأذاهم، أبهرَتهم بأنها لا تعترف بالمدى، وأخبرتهم لاحقًا بأنها جبّارةٌ تشفي بكلّ عطفٍ وكلّ لطفٍ صدر كلّ صبورٍ من كلّ أطياف الكروب ومن كلّ أصناف الندوب.
تعانق العقربان، أُسدلت الستائر وأُطفئت الأنوار وسَكنت المملكة الصغيرة استعدادًا للنوم العزيز، فأبدع أحدهم سؤالًا مُبهرًا جوهريًا محوريًا أرهق عتمة الليل وأرقه كالعادة. = يا ترى.. كيف تقضي القطط وقت فراغها؟ تسائل أميرٌ صغير؛ لم يعرف لتساؤله إجابةً واحدة، تثائب مرّةً عاشرةً.. ثمّ نام. – لا أعلم، لم يسبق لي أن عشت في هذه الحياة
غرس في الفؤاد مائة صبرٍ ثمّ تمتم: ما بال البسمة بكماء! رسم البرعم قبلةً على الخد، وهمس للشوك الحزين: غدًا تتفتح البراعم، وغدًا يفوح من الزهر شذًا جميل.