يختار المرء فصامه الذي به يرتاح وإليه يسكن، لكلّ فصامٍ فطام وليس الجميع على ختم المعاناة يقدر. للمعاناة معانٍ جمّة لمن كانت نفسه لما بين سطور رحلة الاستشفاء تبصر.
كثيرًا مّا تُنهك النفس صاحبها ومن منّا ليس منهَك، تُنهكه كيما عن الأهواء تُفطم، وذاك فطام في حقيقة الجَهد عتيد لا يشبه فصال الطفل وفطمه عن بعض أمّه.
ماذا لو أنّ بصيرتنا اختيارنا الحر الذي به نؤسر؟
ماذا لو اعترفنا أنّ للنفوس أعينًا يصيبها عمى ألوان النفس أو طيف منه يُذكر؟
وماذا لو أنّ خطى الإدراك صارت أخيرًا إلى تخطّي المسمّيات والتوقف عند مفاهيم جعب الحكايات ليس أكثر؟
تأتي النفس إلى هاهنا بامتحان اختيار نظارة تعزيز رؤية الألوان المناسبة لها لإكمال المهمّة على أتمّ وجهٍ ليس إلا، ومن ثمّ بإذن من بيده مقاليد كلّ إذن في العالمين إلى ها هناك ترجع.
بين الإتيان والرجوع نقف والمواقف مواقف وكل موقف قضيّة. تعدّ نظارة تصحيح عمى الألوان باهظةً نسبيًّا فكيف بها إن كانت لتصحيح رؤانا النفسية؟
الهمّ شأن غليظُ قلبٍ تنفضّ العزائم من حوله، شديد بأسٍ عريض حظٍّ لطالما جعل نفسه لكلّ همّة من الأمر صويحب.
يتعدّد ابصار النفوس في الحياة كما تتعدّد أوصاف البصر، ما بين أكمهٍ وأعمىً وكفيفٍ وضريرٍ تختار نفس قوية كيف تبصر وتحتار أخيتها من ستختار.
نسألك همّة ونورًا، ونسألك ألا يقعدنا همّ كما أصيحاب الهموم تقعد. أنت النور ومنك النور.
مبدعة كما عهدتك شفاء الجميلة 🌹
شكرا … غرقت في ذاكرتي مازلت اعيد قرأتها