لما تشغل الضو العالي بالسيارة بتشوف الدنيا غير شكل وبتكسر هيبة الليل والسواقة فيه، بس كرمال إنت تشوف منيح بتخلّي كل حدا جاي بعكس اتجاهك يتأذّى بالشوف كتير، فلطفًا لا تنسى حالك كتير.
الأزمات بحياتنا فيها شي من هالشي، فيّا حس عالي وعالي كتير كمان. بتخلينا نشوف منيح ونصحصح مشان نعرف نصير نتهنّا الهنا اللي بيلبقلنا، ومشان نتجرأ نسأل حالنا الأسئلة الصعبة: لو كنت مكانن كيف كنت تصرفت؟ عجب كنت تجمدت بأرضي فرد جمدة ولا يا ترى كنت اختنقت من زحمة المشاعر وجنيت؟
اللحظة ملكة المفاجآت الحية بلا منازع، أد ما كنت بتعرف حالك في ثانية بالحياة متخبيتلك من وقت كنت ببطن إمك وعم تستناك على أحر من الجمر لتتعرف عحالك لحالك بحالك من أوّل وجديد.
وقتا بس شقشق دفاتر حكمتك العظيمة واشرب ميتن واحكيلي ليش شردقك مجرّد الخيال وهو مو أكتر من كمشة تفكير؟
طفي الضو العالي لنعرف نوصل عبيوتنا دأقلك شي: إنت كمان مرقت بأزمات كتير ما حدا جربها، ما حدا فهمها، وما حدا خرمشته آلامها متلك، وليكك الحمدلله ألف اسم الله ويا ما شا الله منقول: ان شا الله إنك منها عدّيت.
كل حدا بهالدنيا إله نكبته، وثورته، نزوحه وخيمته وهجرته، وزلزاله اللي ممكن ما حدا غيره بهالدنيا يحس عليه.
مو كل مين نفد بريشه وعاش حيعيش ضحية ومو كل مين حكى نجا ومو كل اللي عندن ريش عن جد عايشين.
كتير من الناجين بغض النظر عن رهبة الشي اللي نجو منه للأسف آلامن مع الوقت بتصير حكايات منسية وأكتريتنا من التجارب القديمة لهالشي عارفين.
طوّل بالك، بكرة عمر جديد، تصبح على نور، تصبح على إيمان برب حكيم.
سيارة
