كثيرًا ما نظنّ أنّنا تعلّمنا من العلوم ما يؤدّي الغرض وما فيه الكفاية في حين أنّ علمًا فريدًا بعوالمه مازال ينتظر بفارغ الصبر أن ننهل منه كما لم ننهل من علمٍ في العمر بعد.
أتعلم يا قمري أنّي أحيانًا أنزعج من الورد؟ أتعلم أنّ الورد قد ينزعج منّا أيضًا كما نحن من المزعجين ننزعج؟
أتعلم أنّ للنباتات ترانيم فتّانة؟ أتعلم أنّ أوراقها كأوراقنا مليئةٌ بالتفاصيل؟ أتعلم أنّ حركة الجنين الأولى في رحم الأم هي الأحلى على الإطلاق والمتربعة على عرش الذكريات في الذاكرة؟
أريد أن أسألك سؤالًا لا أعرف له إجابة، ربما أريد أن أسألك مع أنّي أعرفها كالعادة، ليس ربما بل بالتأكيد. كأنّي بالسؤال أصبح سؤالين على حين غفلة، الأوّل: هل تعرف إجابات لكلّ أسئلتي جميعها أم أنّك تدّعي مثل ذلك ليستمر طرح الأسئلة؟ والثاني: متى ستملّ الأسئلة؟ الثالث: أتسمح من بعد السؤالين باثنين؟ الرابع: أتفتقدني كما أفتقد؟ الخامس وليس الأخير: أيّ التحركات في رحم الحياة أهمّها؟ أتظنّها الأولى أم أنها كما أظنّ الأخيرة؟