ستظن أنّك ساذجٌ عديمُ فائدةٍ لا يستطيع، مغفّلٌ اعتادت العثرات أن يتعثّر بها عثرةً من بعد عثرةٍ موقنةً أنه يعلن هزيمته تحسب أنه كما ضاع السابقون يَضيع.
تائهٌ في غفلة الزحام مغرورقٌ بسحر أنغام الياسمين، بطيءٌ ضعيفٌ لا يحقّق ما يُريد.
ستعي أنّك في وجهتك التي بمطلق الإرادة لها اخترت وأنّ سرعتك منوطةٌ بك وحالك مثل ذلك، ستدرك أن أحدًا في العالمين لن ينفعك وأن قلوب الناس متقلّبةٌ مثل وجوههم حتى وجهي ووجهك ووجه الحبيب يا صديق.
بين الوعي والفعل المترتب عليه مسافةٌ زمنيةٌ قصيرةٌ لا تُذكر كتلك التي تفصل ما بين قبلتين على الخدين لا أكثر، ومن بعدها كما كنت من قبلها أنت مخيّر، إمّا أن تقوم قيامتك بأمرٍ من العقل وإمّا أن تبقى أسير قلبٍ فعّالٍ لما يشتهي بكّاءٍ على ما يُضيّعُ أو يُضيع.
ستبكي بحرًا ميتًا لا يُعرف له عنوانٌ والدمع مفتاح السعي الأكيد، ستعاود النهوض مثابرًا حرًا عنيد، أنت الذي صيّرته التجارب توّاق جدٍّ صبّار كدٍّ بين حنانيه روحٌ لا تنطفئ بل تحاول كلّ حولٍ من جديد، أنت المجاهد ما استطاع بأن يجدّ لكي يجود بما يحبّ وما يُجيد.