كم تمنّيتُ يا عمر لو أنّ جدّك رآك، لو أنّه عاش معنا شيئًا من بشر صباحاتك الهنيّة، لو أنّه تأمّل كيف تتنافس كلّ صبحٍ مع الشمس أيكما في هذا اليوم يشرق أولًا.
كم تمنّيتُ لو أنّه سمع عبارتك الفريدة: “يلا قومي.. طلعت الشمس”.💓
كم تمنّيتُ لو أنّه تبسّم لشغب طفولتك وهي تصطنعُ ألمًا أثناء حلقة القرآن اليومية مع الجدّة، تمسحُ على الحلق مسحاتٍ لطيفة مثل صاحبها وتقول: ” كأنّه صار لازمني مقوّي صوت”. وعيناك تحفّ جهات علبة الجيلاتين الأربع.
لا تموت الأمنيات يا عمّة، في الجنّة لن يفترق ثانيةً الجدّ والجدّة، في الجنّة ستضمّنا مائدةٌ واحدةٌ من جديد، في الجنة بالصحب والأحباب نلتقي، وهناك تُسرد للجميع كل الحكايا.
في الجنة لا تُبحُّ الأصوات، لا تنام الشمسُ ويبقى متيقّظًا على مرّ السعادات القمر.
وهناك صناديق الحلوى الحقيقية يا عمر، علبٌ كُثُرٌ تنتظرنا بألوانٍ زاهيةٍ لا تحصى ونكهات منعشةٍ لا تُعدّ.