بعد عامين، اعتدت ذلك الشيء واعتادني كلّ شيء.
من غمرة الأفكار ارتبكت، خفت ألا أستطيع تنظيمها بإتقانٍ ولكنّي بحُسن الظن فعلت ولحُسن الحظ استطعت.
بعد عامين، لم يعد لِوَمض الاكتشافات معنىً ساحرٌ ولا حتّى لِبريق النجوم، كلّ اكتشافٍ لا يُدنيني منّي وأنا أبحث عنّي لا يعنيها ولا يعنيني، كلّ نجمٍ باهتٍ لا تدلّ لمعته عليه فلن يحتفي القمر بمرافقته لنا رحلة الخفّاق هذه ودرب الأنوار هذا.
كان يطوف حول اليقين يقصّ الخاتمة، ذاك الذي لا حول له ولا قوة. يقرأ باحثًا عن شيءٍ تبحث عنه الأشياء حين يكتبه، لا يشعر بالزمن منذ زمن، هو يقرأ إذن هي موجودة: “الحقيقة”. هي ترتشف القهوة إذن هو موجود: “الأمل”، من يُعنى بتفاصيل الشعور؟
: “الكتابة”، من غيرها يكون؟
عجبتُ لغفوتها الساحرة الماكرة كيف تخنق الأنفاس حين تكاد تصيرُ سُباتًا، كيف نصبر عليها حتّى إن امتدّت لعامٍ ثانٍ وآخر ثالثٍ بُعيْد البائس الأوّل ولِمَ؟ هل تُحسب أعمارنا بما نكتبه أم بما لا نكتبه؟ أتُحسب غفوات هذه المَلَكة ضمن هذا المحسوب عبثًا في النهاية؟ من يدري.