مع نهاية الفصل الدراسي ووداع الدوام الصيفي واستقبال الشتوي واقتراب المناهج من ختامها يتحوّل الذهاب إلى المدرسة رويدًا رويدًا إلى “كشتة” من حيث لا يحتسب الأهالي.
سمعت أحمد يحكي لأخته أثناء تناول الغداء توزيع الصفّ للأطباق على الأصدقاء الأسبوع القادم.
سعود: شاي كرك.
ضاري: رز بخاري.
بدر: جريش.
ارتفعت ضحكة إيمان وهي تصف لنا رائحة صفّها صباحًا بسبب نفس البوفيه المفتوح فيه اليوم.🙈
ثمّ شعرتُ فجأةً أنّ السرد ملغومٌ بشكلٍ أو بآخر وأنّ حلقةً مفقودة لم نصل إليها بعد فسألت الثرثار الأوسم في المجرّة: وانت شو حتاخد معك ماما؟
تبسّم بسمته الكارثيّة المعهودة، ورشقني بجوابٍ لم أنتظره ولم أتوقعه بالتأكيد: بتعرفي شو ماما.. ضاري.. ضاري كتير بيحب ورق العنب…
ازدردت ريقي وأنا أتأمّل شَفَتَيْ الفتى وكل قلبي ينبض: لا تقولا.😂
لكنّه تنفّس الصعداء وتبسّم بسمةً أبهى من سابقتها من تلكم البسمات التي تتوقّف عقارب الساعات عند تبسّمها وأتبع: الصراحة ضاري كتير عزيز عَلَيْ، مشان هيك قلتلّن للشباب ورق العنب أنا بجيبه.🙈
تأمّلتُ عينيه، ثقته بنفسه، بوالدته، بورق العنب خاصّتنا، وتلك البسمة المزعجة التي أربكتني، بالقلب كيف يربكه الحبّ، وبالحبّ كيف يحبّ ما يحبّ ومن يحبّ مهما كان مُربك، ورحت أهذي مع نفسي بنفسي لنفسي: الله يرحم إيّام ما كانت حفلاتنا بالمدرسة كياس شيبس كبيرة وكولا وخلصنا. قال ورق عنب قال. وقال شو قال! قال شباب قال.🤭😂
ضمن سلسلة:
– ما لا تعرفونه عن أحمد