أحلى شي بالحرم إنّك إذا ملتزم الصمت ما بسهولة بتحزر جنسيّة اللي قدّام عينك، إذا بدّك تتهنا بصلاتك وقرائتك ودعائك لاقيلك شي جالية من اللي مستحيل تفهم عليهن أو يفهموا عليك مشان ما تقطع تفكيرك بِوَلا سيرة من إياهم.
= الله ربي، ليش في بالحرم سِيَر من اللي إياهم؟
_ الحرم في بقسم السيدات أماكن خص نص لهالسير الله وكيلك.
بين صلاة المغرب والعشا رنّ جوال وحدة بالصف اللي وراي، حظّي اللي ما اشبه شي إنها عربية، حظّي العسل إنها مصرية، وبلّشت السير:
– إزّيك وإزّاي جميلة؟ وحشتوني والله سلّم على جميلة، قولولها إنّي دعيتلها. آه آه لأ لأ حاضر عينايّ، إزّاي محمد، عبدالفتّاح أخباره إيه؟ الشارع، كلّ الشارع، شارعنا عامل إيه؟
بهديك اللحظة قررت السيدة اللي جنبي تخرج عن صمتها وأخدها الحنين للبلد والتفتت عليها: الللللللله، إنتِ بتتطمّني عن الحارة كلّها زيّي بقى.
= السيدة الأولى: الحمدلله، الدنيا هنا وَنَس، في كل حتّة بتلاقي مصريين، ربنا ما بيسيبش حد يا خويا، سلّموا على جميلة.
المهم، سكّرت الخط، وبلّشت سيرة من الطراز الرفيع الفظيع بين السيدتين اللي من تلات ثواني تعارفوا: حضرتك من فين يختشي؟ يا نهار أبيض! والله؟ تعرفي كذا وكذا…
وأنا بهديك اللحظة بلّشت إسأل حالي: يا ترى الحجة الباكستانية اللي جنبي بتحب أشرحلا إيش عبيحكوا بلا ما أستمتع لحالي، بعدين تذكّرت إنّي بكمشة اللغات اللي ما متقنتن ما حصل لي الشرف لسا أتعلّم لغتها، ما علينا، نرجع للسيدتين.
فصفصوا جوازن وولادن وأصهرتن وكناينن ومالكاناتن وقصص حياتن وأنا جوعانة جوعانة والعشا ما بقى يأدّن لنصلّي ونرجع عبيوتنا ولا وصلوا لعند فقرة الأمراض وبعدين ترتيب كل وحدة بين إخواتها وأنا وقتها كنت بلّشت أدوّر على أي مكان ما أفهم فيه السير اللي ممكن تنحكى جنبي كرمال قداسة المكان والزمان، ولّا تقلّها: آه واللهِ، أنا أمّي خلفتنا ست بنات بعدها جابت الصبيان الأربعة، تصدّقي بالله ما جاتهاش الأمراض إلا معاهم! دي جالها الضغط والسكر والكوليسترول على زمانهم واللهِ.
تنهّدت السيدة التي بالخلف وقالت لها: ما تقوليليش، اسأليني أنا، خلفة الصبيان دي “موقريفااااا”.😂🤭🙈
في تلك اللحظة.. ربّما ضحكتُ ضحكة خفيفة أنستني الجوع وآنستني، وراح الصدى يلاحقني وكأنّي أردت أن ألتفت إليها وأشاركها الثرثرة وأقول: فا، فاا، فااا😂
لم أر وجهها كما لم أر وجه السيدة التي كانت عن يميني لأنّي كنت أضمّ رأسي إلى ركبتيّ المثنيّتين وربّما أخبّئه وأتسائل بيني وبين نفسي بلهجة جادة حادة متى كانت آخر مرة أكلت فيها مربّى الورد قبيل أن يحدث هذا الحوار الماتع بعض الشئ الذي ذكّرتني خاتمته برسالة ابني الفورية منذ أيام آخر الليل.
= ماما جوعان، شو آكل؟
….
صعي، تذكّرت، اشتقتلك.🙈😂
الله يسامحن بس، تلات ساعات صارلي عم أحاول أنسى الصوت، في شي متل الصدى طول الوقت عم يناديني: فا، فاا، فااا😂
الله يصلحن ويكبرن بالسلامة.