: “لا تمت، ربّما ما زال في جعبة الأيام وعد”. نادتِ الجذعَ الجهنّمية.
: “اصبر، علّ غيثًا يمنحُ المحزون سعد”. راحت تردّدها له مع طلّة الصبح البهيّة.
يرقب الجار باهتمامٍ عن قُربٍ ما يجري بين الاثنين، والشمس بهدوءٍ لذيذٍ عن بُعدٍ كانت تُراقب.
لم يرغب صاحب المجنونة انهاء الحكاية، أبقى على الجذور ومدّ حبلًا غليظًا بين حيٍ وميّتٍ ليرى هل يلتقيان؟ هل تعبّر الغصون عن تعاطفها مع ذلك الجذع الوحيد؟
استطاعت بصبرٍ أن تصل إليه، أن تحتويه، أن تستر بعض يأسه بأوراقٍ كثيفةٍ خفيفة، وبكامل إرادتها تسلّقت جدارًا كان يفصل بينهما كي تفعل ما بوسعها وتغطّيه.
يحتوي الإحسانُ كلّ جرحٍ إن أراد، لكنّ جرحًا يرتدي كِبرًا لا تُرتجى منه إرادة.