يا سورة الكهف الحبيبة: هل تحبين أصواتنا كما تحبّك وهي ترتّلك؟ هل تذكرين متى كانت آخر مرّة أُكرمنا بتلاوتك لا ينقص منّا أحد؟ هل تعرفين متى يتكرّر ذلك؟ هل سيتكرّر؟ هل تميّزين بين أعمارٍ مختلفة تتحلّق في غرفة المعيشة كيفما اتفق تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة وترجو أن يذكرها الله فيمن عنده.
يا سورة الكهف الحبيبة: هل يروقك مثلي أنّنا نتلوك ما بين عمر السادسة و عمر الستّين في حلقةٍ واحدة؟ هل يحلو لكِ أنّنا نتدبّر المعاني تلاوةً بعد تلاوةٍ وكأنّها أوّل تلاوة.
يا سورة الكهف يا نورًا نرتاح إليه جمعةً بعد جمعة، أريد أن أسرّك سرًا أحبّه: غدًا في الجنّة بفضل الله سنتلوكِ ثانيةً وثالثةً وعاشرة ومائة ألفٍ وأكثر، سنتلو ونتذاكر ونتذكّر، غدًا في الجنة سنتلوكِ وأخواتك على الأرائك دانيةً علينا القطوف والظلال، سنتلو ونتلو ونبتسم، سنتلو ونتلو والسعد في كلّ المطارح وعلى كلّ الملامح سيرتسم، سيتلو والدي وسيتلو الخال، سيتلو جدّي وسيتلو العم، سيتلو الأحباب كلّ الأحباب، وستقول الجنّة أنّ أقوامًا في الحياة الدنيا كانوا يرون الله في كلّ تفصيلٍ من تفاصيل الوجود وتسري أرواحهم إليه كلّ ركوعٍ وسجود، كانوا يدعون كلّ صلاةٍ أن إليها نعود، أن تكون المستقرّ، وأن يكون فيها الخلود.