أعلم أنّها سنّة الكون، وأدرك أنّها أيامٌ معدودة، أبتسم لكِ في اليوم الواحد ألف بسمة، وتبتسمين، أقول عشر مراتٍ صباح الخير يا سكّرة الروح الحلوة، وأقول تصبحين على خير عشرًا أيضًا، أحمد المعطي على ما أعطى صبح عشيّة، أضمّك إليّ كلّما سنحت لي الفرصة فنحن بقيّة العام لا نحظى بعناق، أتأمّل نور عينيك فلا أرتوي، أرى لعبك وضحكك فتملئين روحي مرحًا وبهجة، أحب كلّ تفصيلٍ من تفاصيلك، حركاتك السريعة، بكائك، زحفك، وقوفك على أطراف أصابعك، اتكائك على كلّ ما أمكن الاتكاء عليه، موالاتك لكلّ من يشاركك متعة التجربة الأولى، شعرك الجميل جدًا، رموشكِ خدّيكِ أصابع يديكِ، أحببتُ كلّ شيء، ولكنّ الحبّ لم يفلح بانتزاع غصّة الشعور أنّك سترحلين عمّا قريبٍ من حيث جئتِ، وسأرحل، ولن أدندن لك “يلا تنام” ثانيةً، ولن أراكِ تكبرين يومًا بعد يومٍ وتفصيلًا بعد تفصيل، ولن تريني مثل ذلك، وسنتذكّر معًا ما حيينا أننا التقينا هاهنا بفضل الرحمن في عامٍ من الأعوام، ستتذكّر الأبواب والشبابيك وأشجار الحديقة وثمارها ضحكاتٍ رنّانةً وأحضانًا دافئة كانت تتمنى أن يتوقف الزمان بعض الشئ، بعض الشئ ليس أكثر، وأن لا نعود إلى غرباتنا من حيث جئنا، ولكنّنا نعود.