قُبيل أن تُخفق للمرة العاشرة، يخفق قلبك مائتي خفقةٍ في لحظةٍ واحدة، لا تسل كيف، تلك خفقاتٌ لا توصف بل تُحسّ، خفقاتٌ تنتزع الخفّاق من موضعه بخفّةٍ أو تكاد.
تدرك بسبب ألمها إدراكًا عميقًا متأخّرًا، متأخرًا جدًا، أنت يا من كنت تدّعي السبق في كلّ ميادين الحياة.
تدرك أنّك كنت ومازلت وستبقى ما حييت مُحاطًا باللطف السماويّ والعناية الإلهية من كلّ جانب، بأنّه كان يحميك من كلّ ما يؤذيك، بأنّه كان يُبعد عنك كلّ ما يُبعدك عنه، بأنّه كان يحول بينك وبين كلّ ما يحول بينك وبين جنّات النعيم.
تُدرك أنّك كنت محفوفًا بالرحمة مُتخمًا بالنعم تسبغُ عليك العطايا؛ أنت يا من كنت لحتفك تنتظر، أنت يا من كنت على وشك أن تهوي بما تهوى في الهاوية، أنت يا من لم تدرك حتّى اللحظة الفرق بين الإمتحان والجائزة، أنت يا من تجاهد أن تصل بكلّ ما أوتيت من إرادةٍ للوصول، أنت يا من تمسح على صدرك بكفّك ليلةً بعد ليلةٍ وألمًا بعد ألمٍ وتهمس بصوتٍ متهدّجٍ لذلك الخفّاق بأدعيةٍ لم تُستجب بعد: لا تبتئس يا قلبُ ما زال في العمر بقيّة، لا تبتئس ما دام للقلب ربٌّ يعلمُ ما فيه، يرحم ضعفه وقلّة حيلته، ويحميه.