«إنتِ وين كنتِ عن حياتي؟»
هكذا عبّرت طفلة الخمسة أعوام لأختها ذات الشهر الواحد.
إنتِ وين كنتِ عن حياتي؟
تسألها وهي نائمة، تسأل من لم تتعلم النطق بعد وحين تتعلّم لن تعرف بِمَ تُجيب، فقد كانت هديةً موقوتةً في علم الغيب كسائر أقدارنا المخبوءة عنّا خيرةً لنا حتّى حين.
أين كنتِ؟
بلاغةٌ موفّقةٌ بامتياز، تعبيرٌ دافيءٌ عن بهجة القدوم وطول الترقّب والانتظار.
جميعنا لنا حاجاتٌ نترقّب قدومها وننتظر الإحتفاء بها؛ سنُكرَمُ بوجودها يومًا ونحتفي بذلك حتمًا، سنتأمّل غفوتها الجميلة بقربنا ونهمس لها بغصّةٍ وبقلوبٍ غضّة: إنت وين كنتِ عن حياتي لهلأ؟