الصبح اللي بيبلّش بدمعة بيبلشنا معه، مدري مننبلش فيه. نفس الشي مو؟
ليش الدمعة؟ ما بعرف.
لمين الحنين؟ أكيد بعرف.
مشتاقة للأماكن اللي ما بقى أزورا بحياتي حتى لو حبيت، مشتاقة للبلد اللي ما عرفتا وما لحقت أتعرف عليها، مشتاقة لستّي اللي ما شافت اللي شفناه أو يمكن أنا اللي هيك مفكرة ونحن اللي ما شفنا اللي شافته.
كانت تحبه لجدّي كتير.
حكتلنا إنو بهديك الزمانات ما كانت كل العرايس تقدر تشتري حمرة خدود جديدة لما تخلص اللي طالعتلن ياها امهاتن بالجهاز، قالت إنها كانت تعرف تدبّر حالها، قال ما بينفع جدي يرجع من الشغل تعبان ويلاقيها مو حليانة ومزهّرة كل يوم أكتر من اليوم اللي قبل بيوم.
بالحرف الواحد بتذكر حكياتا الحلوين، قالت إنها كانت أوّل ما تسمع تسكيرة باب البيت تعض عالشفايف عضّة خفيفة رايح جاي شي مرتين تلاته وتقرص الخدود كمان قرصة لطيفة قرصتين بالكتير، تركض لعنده تستقبله بالوشّ المفرود وتقلّو: الله يرزقك ويعوّض عليك الله يعطيك العافية تعيش وتجيب، وتسناول اللي فيه النصيب من اللي حامله عكتافو أو شايلتن إيديه.
الست اللي كانت تخبز الخبزات عالتنور، اجت عالدنيا متل نسمة السلام وراحت متل عبير الياسمين ما عمرها سمعت بشي اسمه شهر عسل ولا مكان بهالعالم اسمه جزر المالديف، وعيّشت الجدّ العمر كله عسل بعسل، وخلّفتلن اطنعشر بنت وولد بعلبة بودرة خدود وحدة ما كان إلها تاني، وهديك علبة وهي علبة وهداك يوم وهاد يوم وهدليك ناس ونحن ناس.
هالإيام معامل علب البودرة العالميّة ما عم تعرف تشتري للعالم ساعة عسل صافية وحدة بس!
هالإيام ما بتشبه أي إيام مرّت عالبشرية ولا حتشبه.
وعالأكيد هالإيام ما لابقلها تكون إيامنا مدري ما لابقلنا فيها نكون، يا ريت عن جد يا ريت لو إنّا انولدنا بحيّا الله زمان غير هالزمان.