كنّا بالعاشر لمّا عجبتنا قصّة إنه نعمل لقاءات صحفيّة مع معلماتنا، كانت تستهوينا فكرة إنّه نكركب المعلّمة بأسئلة مفاجئة ما لا داعي لا عالبال ولا عالخاطر ونسألا ياها، الحمدلله دار الزمن ودارت علينا الدواير غير شكل وفهمكم كفاية.
بيوم من الإيام كانت المناوبة بالفسحة على أبلة ماجدة خضر الله يسعد قلبا وين ما كانت تكون، كانت عسل بشهده بمعنى الكلمة، بتحبنا أد ما شاغبنا، وبتاخدنا على أد عقلنا، وحنونة، حنونة الحنان اللي بيلزم بعمر المراهقة مشان تعدّي هديك الإيام بخير وسلام، كانت تعرف تحتوينا، وكان غريب إنه ما قدرنا نخليّا تعصّب علينا ولا مرّة، الصف اللي كان عنده قدرة بيوم من الإيام يستفزّ معلمة الإجتماعيات لدرجة يُغمى عليها بالفصل بالآخر وناكل بهدلة إداريّة معتبرة نهارها الله يعفو عننا، نفس الصف ما قدر ولا مرة على المعلمة المصريّة اللي كان عندا لدغة ناعمة بحرف السين، طبعاً هاد سبب وجيه انه نضحّكا ونقلّدا قدّاما كيف بتشرحلنا، وعادي، كانت تتقبّل بصدر رحب وبسمة بتاخد العقل، يا الله أديش كان قلبا كبير.
هداك اليوم قررنا نعمل المقابلة معا، كانت الشغلة كتير سهلة، بتجيب قلم وبتوجهه للمعلمة وبتقلّا إنه حابب تعمل معا لقاء، وانت وحظّك، يا بتكون رايقتلك يا لأ.
وجّهتلا القلم.. قصدي المايك الافتراضي نوف، وسألتا: أبلة.. إيش أمنيتك بالحياة؟
جاوبت جواب ما فهمناه، قالتلنا كلمة وحدة بس: الستر.
يوميتا نوف بدّا تفتح معا سِيَرْ وحكايا أكتر، بدّا تضحكها، قالتلا بلهجتا الحلوة: الله، هوّ انتي ما تجوزتيش لسّا يا أبلتي؟
قالتلنا المعلمة: بكرة تكبروا.. وتعرفوا أنّ الستر حاجة كبيرة خالص، ربنا يسترنا بستره الواسع العظيم.
=====
بصلاة القيام، بتحسّ بحوايج البشر عند ربّ البشر بين كلّ آمين وآمين، وصل الإمام بالدعاء للّحظة اللي دعا فيّا: “واسترنا بسترك العظيم”، وارتفع صوت الآمين.
ما بعرف كيف رجف قلبي مع الكفّين، ما بعرف كيف سافرت بالزمن عشرين سنة لورا بلمح البصر بصلاة الوتر، ما بعرف كيف فجأة صرت بحضن أبلة ماجدة، ما بعرف ليش اشتقت للدغتا بالسين، ما بعرف شو هوّ سحر الحبّ أكتر من إنّه الحبّ دعاء، دعاء بيقرّب البعيد أد ما باعدت بيننا الإيّام والسنين.
يا ربّ.. سترك العظيم.