تقول أنّه تليّفٌ في الكبد، ولا تدرك أنّه بداية نهاية، أنّه حفلة الختام، أنّه موتٌ قبل الموت، أنّه بكاء الأحبّة بصبرٍ وصمتٍ حولها حتّى لا تنهار.. وحتّى لا تبكي، وأنّه دعاء الجميع لها بقلبٍ واحدٍ وهل مثلُ الالحاح بالدّعاء في العُسر يُجدي؟
توقّفت عقارب الساعات لحظة، وسألتها قبيل الإفطار: أتقصدين ريم؟ ريم حسناءُ السابعة عشر!
ريم.. ملاكُنا التي كلّما رأيتها سألت نفسي: أيّ حُسنٍ بقيَ للحور العين بعدك يا صبيّة؟
ريم.. الأولى على صفّها.. اللّماحة، التي تُخطب منذ ثلاثة أعوامٍ دون مللٍ فالكلّ يريدها سكناً لابنه.. والكلّ يسعى ويتمنّى أن تنتقل هذه الحوريّة إلى عائلتهم..
ريم.. التي نُبعدها كلّ فرحٍ عن العروس كي لا تتساءل المدعوّات كالعادة: أيتهما العروس؟
ريم.. التي كانت تحمل إجابةً واحدةً للخاطبين: “أريد أن أتعلّم.. أحلم أن أكون طبيبة”.. يتعثّر الطبّ باكياً اللّيلة أمام حلمها البعيد.. وترتجف أفئدة الصديقات خوفاً من وداعٍ لم يخطر على بالهنّ من قبلُ بعد.. وتبتسم الأمّ بسمة إيمانٍ مريرةً كسائر بسمات الأمّهات الراضية تماماً بامتحانات اليقين دائماً وأبداً.. وينبض القلب للمرّة المليار في الحياة: معوّضين.. معوّضين.💔
اللهمّ ريم، وقلب ريم..
12-4-2022