لطالما سكن القلب إلى قوله تعالى: “وَهُوَ الغفور الودود”، عند كلّ ضيق كنت أبحث عن لطف الله فيه، لطالما قلت لنفسي أنّ ثمّة لطفاً لم أفهمه بعد، ثمّة لطفٌ خفيٌّ بالتأكيد، هدّأ من روع خوفنا وقلقنا ببشارته جلّ جلاله: “الله لطيفٌ بعباده”.
نتأرجح بين الهوى وجهاده، نضيق ذرعاً بصغائر الذنوب واللّمم، ولنا في: لا يملّ حتّى تملّوا، وَحتّى تطلع الشمس من مغربها، وَلو كانت مثل زبد البحر، وغيرها من الوعود سلوى وطمأنينةٌ وأملٌ باستغفارٍ جديد وتوبة نصوح.
السورة التي نصلّي بها خمس فروضٍ وسنن تكرّر في الركعات ركعة بعد ركعة استهلت بألطف أسماء خالق الكون بادئةً ب: “الرحمن الرحيم” قبل أي اسمٍ من التسعة والتسعين..
رحمته سره في كلّ أمر، وهيَ السابقة دوماً مع اللطف الجميل، كيف للعقل الباطن أن يسكن إلى هذا الأمن رغم معرفته ببقية الأسماء والصفات؟! الحمدلله.
تستقيم العبادة بالموازنة بين الخوف والمحبة والرجاء دون أن تميل كفةٌ من الثلاثة دوناً عن البقيّة، أسأل الله أن ينبتنا نباتاً حسناً ويغفر لنا ويرزقنا القبول.