_ لا تسأل لماذا!
= بل لماذا! لماذا؟ لماذا البرتقاليّ دوماً؟
_ لأنّه وجع الرّوح الذي وشمته على روحي قبل أن ترحل..
= لم أرحل..
_ولن..
= … 💔
_ أريد أن أخبرك شيئاً أخيراً..
= هل تدركين أنّ كلّ أشياءك أخيرة؟
_ أدرك، أنا أغار اللّيلة من السّماء، وأنا.. ممتنّة لك جداً.. ممتنّةٌ ملء اللّطف الذي يسكن الميمين، ممتنةٌ وسع الجمال بين الضمّة والسكون، بسلام حرَكتيْ غُنّة النّون، بدندنة التنوين تتربع على عرش آخر الحروف، ممتنةٌ مع كلّ الحبّ وكفى..
= ممتنّةٌ على ماذا؟
_ ممتنّةٌ لأنّك مازلت تردّ.. لأنّك حيّ، لأنّك موجود، لأنّك الانسان الذي كنت أنادي، لأنّك الأذن التي سمعت النّداء، لأنّك القلب الذي استحقّ القلب، لأنك التقطت اشارتي ذات نصٍّ شاردٍ عبر الأثير وقلت: ها أنذا، لأنك كنت وستكون، ولأنك أنتَ أنت.
= أما زلت تذكرين؟
_ ليتك سألتني: لماذا إلى الآن لمْ تَنْسِ؟
= لماذا؟
_ لماذا لماذا؟ أم لماذا لمْ أَنْسَ؟
= كيفما شئت..
_ لا أحب ذلك..
= ماذا تحبّين إذاً؟
_ أحبك أنت.
= …
_ ثلاث نقاط ثانيةً..
= هل نُعلّمُ الكُتّاب معناهنّ في عالمنا؟
_ أحببتُ ال”نا”..
= أَحبّكِ العالَم..
_ أنتَ العالَم.
= …
_ سأفتقدك كثيراً..
= أعرف..
_ لن تتوقّف الرسائل..
= أعرف..
_ ولن أسامحك على هذا الرحيل المباغت أبداً..
= أعرف.. أعرف، أعرف.
_ شكراً..
= على ماذا؟
_ على الرسالة أرسلتها لي من السماء، على الستّ كلمات، على النقطتين، على حرفَيْ الجرّ، على الردّ الأوّل، على كلّ ردٍّ أدعو الله ألاّ يكون الأخير.
= الشكر لك..
_ على ماذا؟
= لأنّك كنتِ هنا، ومازلتِ، وستبقين، لأنّك أنا، ولأنّني أنتِ، ولأنّ أحداً في الكون لن يعرفنا سوانا.
_ “نا” ثانيةً؟
= “نا” إلى الأبد.