عزيزتي

أريد أن أخبرك سراً ربما لم يخبرك أحدٌ به قبلي خلال العقود المنصرمة يا مُثنّى.
هل تعلم أن “عزيزتي” قد تكون كلمةً خطيرةً جداً؟
لا أظنّ، ربما بسبب هذه “العزيزتي” انكسر مقبض صنبور الكلمات بيننا أصلحك الله..
كان لا بدّ أن نبقى كما البداية، تبقى أنت كما أنت وأبقى أنا كما أنا، كاتبٌ عتيقٌ ومشروع كاتبةٍ ما زالت في مرحلة كُويتبة، كي لا نصل لهذه المواصيل الحواريّة الكتابية.
اصدقني القول، ألا تفتقد حياة الهدوء وراحة البال؟
من تكون هذه الكاتبة؟
يا إلهي؟ كلما قلت لنفسي أنّ التّلف مصير لوحة مفاتيحها، أكتشف أنّ ذلك لم يفتها، وأنها تمتلك جهازاً باهظ الثّمن لا يتلف، يتحمّل أسئلتها التي لا تنتهي خلف الكواليس، أيعقل أنّ حدسها كان يحدّثها منذ زمنٍ بعيدٍ عن لقاءنا هذا؟ هل سأتورّط بتلك الثرثرة ثلاثين عامٍ أيضاً؟ منذ متى كانت تستعد لهذه الكتابات، هل كان هناك مانعٌ حقاً دونها ودون كتابتها، هل كانت لا تحتاج أكثر من هذه المُساعدة الأخيرة كي تُبحر في هذا المحيط وأنا بعد قراءةٍ عابرةٍ ساعدتها أيّما مساعدةٍ معنويّةٍ من بقعةٍ بعيدةٍ عنها جداً هذا في العالم.

= اغترّ بنفسك، حين مددت يدك إلى يدي ما كان لديّ علمٌ أنّك محترفٌ بالمساعدة وأنّ تعليم النّاس الإبحارَ عندك ومعك هواية؛ ما أجمل بحور الكتابة، ما أحنّها وألطفها، نحبّ أن نغرق فيها دون أن نُغرِقَ معنا أحداً، ما أمتع هذه السباحة الأدبية، ما أمتعها، أشكرك، أشكرك عدد سنوات عمرينا وأكثر، شكراً جزيلاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *