صباح الخير، اشتقت الكتابة لك، وصدّق أو لا تصدّق أنّي لم أشتق إليك.
انشغلت عنها هذه الأيّام لضيق الوقت، أغبط الأخطبوط لإحدى عشر ذراعٍ يمتلكها من كلّ قلبي، ربّما تساعد كثرة الأذرع لإنجاز الالتزامات الأسريّة والبرامج العائلية أسرع، مضت عدّة أيّام، وأنا أتمنى لو أنّ اليوم خمساً وعشرين ساعة، أحتاج تلك الزائدة بشدّة، أريد بحبوحة لي من الوقت أعتزلهم وآوي إلى غار حرائي، وأسرّب للزّبرجد الصّلب الشّفاف النّادر الكريم في منجمه البعيد الكثير من أخباري، كنت أتسائل بيني ونفسي البارحة مشاكسةً وشغباً: لماذا لم أخترك ألماساً أو توبازاً أو زمرّداً أو عقيقاً أحمر، لماذا لم تكن كهرماناً أو ياقوتاً أزرق أو أصفر؟ أيّ رابطٍ وثيقٍ وميثاقٍ غليظٍ يربط بيني وبين الزبرجد؟
تحكي الحكاية أنّه لا يمكن العثور على أحجار الزّبرجد إلا بعد حلول الظّلام نظراً لإشعاعه، وتحلو الرّواية بأنّ اللون السائد له أخضر وأنا أحبّه كثيراً، لديّ انتماء عجيب لألوان الطبيعة الثلاثة الشمس والسّماء والشّجر، الأصفر والأزرق والأخضر رعاةُ الألوان البهيّة، وبقيّة ألوان الكون من بعدها مجرّد رعيّة.
الأخضر يبدو أخّاذاً للغاية، وأنا لا أؤخذ بسهولة، بيد أنّه أخذني منذ عمرٍ جميل.
الزّبرجد حجر الشمس، وأنا الشمس، أفلا تكون لي زبرجداً جميل؟
كم أتطلّعٌ ذلك ذات زبرجدٍ يعثر عليّ من بين الزّبارج، فكن بخير، كلّ خير.