الهموم الجميلة!

يركض التلميذ إليّ، يسألني بحماسةٍ أخاف منها أحياناً: معلّمة شوفيني، في شي متغيّر اليوم؟

قلت: لا أعرف، مع أنّي عرفت..

يقول: ألا تلاحظين شيئاً، أمعني النّظر..

أبتسم، يتأمّل وجهه على مرآة ويقول: خلّصنا، صرت كبير، ورسمت إلي شوارب.

حاولت جاهدةً أن أكتم الضحكة التي ستزعج جدّيته، فقد بدى كأنه شارب هتلر تماماً.

بمحض الصدفة، يؤرّق ذات الموضوع ابني هذا الشهر بسبب ما تعلّمه في مادّة العلوم عن البلوغ، يسألني ليلة البارحة بعدما أطفئنا الأنوار بلحظات _الموعد الأزليّ لأسئلته الكارثيّة عادةً_:
= ماما.. عندي سؤال مهم..
_ أسحبُ نفساً عميقاً مع البطّانية: هات لأشوف..

نفس القلق الذي أشعره تجاه أسئلة بِشْر المفاجئة أشعره تجاه أسئلة أحمد..

= ماما..
_ نعم..

= يعني أنا بس بدي أفهم.. أنا حأنام أفيق ويصير لي سوربرايز وألاقي الصبح صوتي تحوّل لصوت رجّال.

===

ما بعرف ليش هالموضوع شاغل بال الاتنين، لدرجة يسألني هالسؤال بنفس الشهر مرتين؛ وما بعرف ليش لازم أحاول ما أضحك قدّامن بساعة الساعة وأستنى يستوعبوا معي إنه تكة تكة بنكبر مو مرّة وحدة، بس الأكيد إنّه لما يكبروا حيكتشفوا لحالن إنّه القصة مو قصة صوت وشوارب، يا ريتا هيك، مو هيك أبداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *