Notice: _load_textdomain_just_in_time تمّ استدعائه بشكل غير صحيح. Translation loading for the astra domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. من فضلك اطلع على تنقيح الأخطاء في ووردبريس لمزيد من المعلومات. (هذه الرسالة تمّت إضافتها في النسخة 6.7.0.) in /var/www/vhosts/shefaadawood.uk/httpdocs/wp-includes/functions.php on line 6114
يا ترى؟ – شفاء داود

يا ترى؟

من فترة سألتني الأمّورة سؤال ضلّ ببالي ليالي وإيّام، قال: خالة.. يعني كيف هيك بالجنة حنعيش للأبد؟
سؤال سألت حالتي من بعده ألف سؤال، كل سؤال أحلى من التّاني، أسئلة جدّدت الهمّة والشوق للحياة الطيبة الموعودين فيها إذا أحسنّا العمل وأخلصنا النوايا.
يا ترى هالأبد أديش حلو؟ الأبد اللي حيكون مكافأة على صبرنا ونجاحنا بالإمتحانات واحد ورا التاني.
يا ترى هالأبد اللّي بالجنّة حيوسع سيَرْنا وحكايانا اللي مشتاقين نحكيها للّي سبقونا؟
يا ترى بعد كم ألف سنة هنيك حنبدا نهدا من غمرة الفرح وتصير حياتنا طبيعيّة من أوّل وجديد ونبلّش نشتاق نتخانق مع بعض ونتسلّى بحفلات الشّغب ما غيرها؟
يا ترى النّاس مستوعبين إنه الخناق أحياناً جزء ما بيتجزّأ من شعور الحبّ، وإنّه الحبّ المكلّل بالخناقات ما بيشبه أي حبّ؟
خناقاتنا ببساطة فلسفة مشاعر ما بنشبه بعضنا فيها، في ناس عندها استعداد تنشنّ المعارك مشان حزب السوس وطائفة التمر هندي، الملوخية الناعمة والملوخيّة الورق، ناس بتعشق الصيف وناس كلّ عشقها بالشتا وللشتا؛ في عالم رايقة بتحبّ الورد مفتّح على أمّه وبتشمّه شمّ مو أكتر، وفي عالم بدون ذكر أسماء بتاكله أكل وبتغليه ليتعقّد مع السّكر وبتعمل منّه أطيب مربّى وما بتطعميه إلا للّي بتحبّن بآخر السهرة مع كاسة الشاي المرّة قبل ما يقول عود الخيزران للجار الحيران: تصبح على إيمان يا قمر الزمان.
بتتذكر يا بابا.. بتتذكر؟
كنت بالثانوي، كنّا بالمطبخ، ولو يعرفوا العالم هالمطابخ شو مخبّا على حيطانها وبسقيفاتها قصص وحكايا وأسرار..
كنت عم أسكب الغدا، وبلّش مهرجان تبادل حِكَمْ الحياة الثقافي بين الأب وبنته..
قلتلّك: إنّي سمعت بيت شعر جديد بالمدرسة، وكأنه عجبني.
وقلتلي: هاتي لشوف.. شو سمعتي؟
قلتلّك: إذا حقّقت لي كلّ الأماني.. فأنت حرمتني فنّ التّمنّي.
اشتقتلك، اشتقنالك، اشتقت للحكي معك بعد صلاة الفجر بكّير، وآخر الليل وأنا عم طفّيلك الضّو وعم أختم يومي بسماع تاني أحلى: “الله يرضى عليكِ” بالكون وأكيد بتعرف الأولى من مين، اشتقت أقلك هيك صار وهيك ما صار، اشتقت أستشيرك، اشتقت تناديني، تدعيلي، تدعيلنا، وتدعي للولاد.
هداك اليوم علّقتلي تعليق ما بنساه، نزّلت النّظارة عن عينيك خمسة مليمتر مو أكتر، وزورتني هديك الزّورة اللي بحبّا على أد ما بخاف منّا كمان، قصدي اللي كلنا منحبّا وقصدي اللي كلنا منّا منخاف، تنهّدت وقلتلي: إنتِ حقّقيلي كلّ الأماني وما عليكِ يا بي، ما بدّي أتفننّ بشي؛ مسامحة.
كان بدّي قلّك إنّي كبرت كتير، وإنّه الأماني ما حدا بيحقّقها لحدا، كل واحد يشتغل على أمانيه والشاطر اللي بيعرف يحقّق لحاله بحاله؛ إنّي عم حقّقن على مهل وبهدوء أمنية ورا أمنية يوم ورا يوم، والله يتقبّل ويعطي القوّة ويبارك بالوقت ويعين، وكنت بدي قلّك إنّي عرفت إنّه ما في دندنة بالعمر أحلى من دندنة كلمة: “بابا”، وما في غنّية بتنسي الهموم متل كلمة: “ماما”، كان بدّي قلّك إنّه طلع معك حق ومية حقّ وحقّ.
وكان بدي قلّك اليوم وكل ساعة ودوم: جعل الله لك نوراً، نور ما متله نور يا بابا.

خواطر منتصف الليل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *