من أين أبدأ؟ نسيت العدّ من زمنٍ بعيد، كم بلغ عدد رسائلنا، أيّ عددٍ سيبلغ، أظنّ ألاّ داعي للتعداد بعد اليوم.
لا أعرف بم أسمّي المرحلة التي أمرّ بها حالياً، ربّما كما يمرّ الناس بالصدمات العاطفيّة يمرّ الكتّاب بصدماتٍ كتابيّةٍ أيضاً، بوصفٍ أبلغ أظنّها “سكتة”! سكتة كتابيّة تكاد أن تُسكت معها الحواسّ الخمس دون أن تكترث.
برميةٍ من غير رامٍ كبرتُ كما لم أتوقع في ظرف عامٍ واحد؛ الذي أذكره أنّني حرّكتُ همّةً مّا فتحرّكت بسببها هِمم، ومع ذلك التّحريك قامت قيامة الهموم.
= كيف حالك يا قمر؟
ماذا نقول اليوم؟
ثالثةً قمر؟
_ سأعاقبكِ وقمركِ ولا أريد تذكّر أوّل مرّةٍ قرأتُ فيها اسمه؛ هذه الفتاة وقمرها يزعجانني جداً.
= ربّما لا ترى جدوىً من قراءة رسائل الآخرين، إلا أنّك يوماً ما أحببت قراءة رسائلنا، لم يكن ذلك وهماً، كنتُ مستمتعةً أنّ ثمّة من يستمتع بالهراء الذي أكتبه لسرابٍ لا موجودٍ إلا في مخيّلتي، سرابٌ برّاقٌ أثرثرُ معهُ كثيراً وأتشاجر معه أكثر وأحكي عنه بين سطور القصّة القصيرة التي حوّلها عشقه إلى رواية، السراب الذي أزعجه بغضباتي حين أغضب، وأغمره بقبلاتي حين أفرح، ويحلم كلانا بالسّلام.