هذه الرسالة لنا، هذه الرسالة لكم، برقيّةٌ على عجلٍ تهمسُ شكراً من القلب على فسحة النور هذه، لا أعرف كيف أصف شعور السَّكِينَةِ والأمان بالكتابة، شعورٌ مّا يشبه لحظة دخول منزلٍ دمشقيٍّ قديم، لحظة تأمّل عريشته وتشقّقات جدرانه والنّافورة، يشبه اللهفة لشيءِ مّا لا تتذكّره الـ” ما”!
كشعور اللّحظةِ التي ندلّك فيها فروات رؤوسنا المسكينة بعد نهارٍ شاقٍّ وطويلٍ أخيراً؛ يشبه اللّحظة التي نعود فيها من العمل وأوّل ما نقوم به خلع هذين الجوربَيْن الخانقَيْن المزعجَيْن، نرفع قدَمَيْ المحاربين القدامى فوق طاولة الندامى، نفرّقُ الأصابع العشر ونحرّكهم كيفما اتّفق، نواسيهم عبثاً بلهجةٍ حادّةٍ جادّة: “تفرّقوا قليلاً يا رفاق، التلاصق لهذه الدرجة لا يرجى منه خيرٌ ولا يطيقه بشرٌ ولا طير”.
كوخنا الدافئ الهنيُّ هذا يشبه رشفة الشاي الأحمر المخمّر الأولى مع من نحبّ بكؤوسه الصّغيرة وقولنا بعدها: “الله”، يشبه تحسّس الأمّهات لوجوه الأبناء المرهقة بعد النوم والتمتمة بترانيم دُعاء.
شكراً للود، وشكراً للورد، شكراً لقول: أنا هنا، لقول: هاتوا عنكم بعض الهموم إليّ وانثروا بذور الأحلام لديّ، شكراً على مساحةٍ عنوانها بحرٌ من حبٍّ وفيضُ سلام، دمتِ بودّ، كلّ ودّ، دُمتم بورد، كلّ ورد.
المرسلة: شمس
العنوان: جزء من النّص مفقود
ص.ب: 2033