في ختام يومٍ طويلٍ على القلب ثقيل، يثرثر الأمير الصغير ثرثرة ما قبل النوم كالعادة، ما بين طلباتٍ واقتراحات وأسئلة من كلّ حدب وصوب، وماما تستمع وتستمع وتستمع..
_ ماما، مين بتحبي أكتر أنا ولا إيمان؟
_ ماما، بكرة عليك شغل؟
_ ماما، شو عندك يوم الأحد؟
_ ماما، بتتوقعي إيمتى حيصير صوتي رجّال؟
_ ماما، ايمتى حتعملي يلنجي..
_ ماما، لابتوبك لازمه صيانة!
_ ماما نسيت أقلك، اليوم أنا وصحابي كنّا محتفلين لأنه تمدّدت الدراسة أونلاين، بس ما بعرف ليش لين بكيت..
_ ماما، إيمتى حنسافر؟
_ ماما جوعان..
من خبرتي معه، في لحظات بحواراتنا ما بيكون بده جواب محدّد، بس بدّه يحطّني بصورة يومه اللي مرّ مو أكتر مشان أعرف بشو عم يفكّر..
خلّص البرتقالة أمير البرتقال بلا منازع، وقال وهوّ عم يتأمّل أصابعه العشرة اللي عم تلمع لمعة بترتعب منها الكنابايات: ماما، ليش هيك، البرتقال طيّب كتير، بس كتير بيدبّق!
ابتسم بسمة بحبّا، غسّل إيديه وسوّا حاله رايح ينام، وصار يحكي مع حاله لحاله بصوت يكاد يكون ما بينسمع: “مدري ليش كتير شغلات بنضل نحبّا بالحياة مع إنّا بتدايقنا كتير”.
= قولتك ليش يا ماما؟