بدي أقلّك إني اشتقتلك..
كتير اشتقتلك..
اشتقت تدقّ الباب آخر الليل وتقلّنا عالهسّي: بدون صوت عالسيارة..
نقلّك: بس نحن متفقين نطلع الصبح بكير!
تقلنا: بلا كترة حكي، مزرعة كفرنايا حلاوتها يجهجه علينا الضوّ فيها.
اشتقت لخالتي وهيّة عبتقلنا: عالسّكت، تلقوطوا مشان ما تفيّقوا الجيران..
اشتقت لصوت نانا وهيّة عبتقول: ‘يا عَيْب الشوم’ بفتح العين وتسكين الياء سكون بيوسع حلب، كل حلب.
اشتقت لحلب.. وسيرة حلب.. وناس حلب..
اشتقت لعجئة المشوار..
لغراضنا الكتيرة اللي ما بتخلص..
لكراكيبنا اللي ما بتنعدّ..
لكلمة: نسيتوا شي؟
ولكلمة: حاسة إنّو في شغلة نسيتا بس ما عبّعرف شو هيّة؟
ولكلمة: مشتهي على شي بس ما بعرف شو هوّ!
اشتقت أسمع أغنية على رواق..
للناس وبساطة الناس.. للشوارع والحواري وبياع السحلب والبليلة..
اشتقت لنجوم سماها اللي ما متلن متايل..
اشتقت لكل شي.. كل شي..
اشتقت للبرد..
ومربى الورد..
وخالو سعد..
لكاسة الشاي عبتغلي غلي..
ورغيف ميّة فرنجي مع زيت زيتون ونعناع زيادة إذا بتريد..
اشتقت للتراب الأحمر اللي ما كنت أفهم ليش لونه كل هالأد أحمر..
للتفاح والفستق والعنب واللوز والدراقن والتوت نقطفن مدري نخطفن من عالشجر قبل ما يستوا عالسّوا!
ناكلن وما يصيرلنا شي، يوجعك راسك من عمايلنا وما يوجعنا بطنّا..
اشتقت للفطور وساعة الفطور وعجئة الفطور.. وحكينا عن الغدا مع إننا لساتنا عسفرة الفطور!
تخيّل شو!
أنا حتى اشتقت لحرامي جرة الغاز اللي ما بيخاف وما بيكلّ وما بيملّ!
اشتقت لروحتكن عصلاة الجمعة بالضيعة، وللخوف من صوت كلاب المزارع اللي حوالينا.
للميّ الباردة من البير، لكومة ولاد ما بينعدّوا عم يركضوا حواليك وترشرِشُن بالمَيايا وتوعدن: سنة ‘الرخر’ رح أحفرلكن مسبح..
تصفّن وتصفن فيّن وينادي المُنادي: سنّ نبت، ويصرخوا بأعلى الصوت: أَنَت..
اشتقت لخوال عبيلعبوا طاولة، وخالات دقّ برجيس، وشَدّة ما حدا فيّا عبيخسر، وصحون بذر رايحة وفناجين قهوة جاي وسعادة ما عبتهدا طاول طاول وحقّ الله..
اشتقت واشتقت وخمسمية ألف اشتقت، كل اشتقت ما بتشرحا اشتقت، وما عاد حدا يسترجي يقول اشتقت، ولا بقى في حدا يستجري يقول اشتقت، الله يفرّج ويعين..
اشتقتلك خالو.. ألفين اشتقت..
يا ريتنا ما منشتاق