كَسَرَ على أنفه البصلة أخيراً مُحترفُ التكسير، انتظر نزولها كثيراً وما أدرك أنّها لصعوده كانت تنتظر، صَعَدَ إليها بِبُطءٍ ليصلها غير أنّه ما وصل، اتّكأ على السور الخشبيّ القديم مُتعرِّقاً لاهثاً بعض الشيء مغاضباً من كلّ شيءٍ وأيّ شيءٍ أو كما العادة.. من ولا شيء!
شررٌ من الأحداق يلمعُ كالنور مشعاً من قمر، جسدٌ ينتفضُ مع كلّ حرفٍ تباً وبتاً وتعباً وعتباً، يُسائلها: من أوهمكِ أنّي ملاك؟ أمعني النظر..
هل ترين جناحين! هل ثمّةَ ريشةٌ واحدة؟!
التفت عائداً من حيثُ جاء وفي قلبه لبسمتها حنينُ وَجْدٍ وأنينُ فقدٍ وَكيمانُ رجاء.
قالت بأنّهما لم يكونا اثنين قط، كانا ستمائةً لكنّه لا يرى ظهره وسرّه كما تراه لأنّه لا يملكُ في بيته مرآة، كسرها حين كسّرها منذ أعوامٍ كي لا ترى وجهها إلا في عينيه! فما عاد قادراً على الرؤية، وما عادت من بعد تلكم الكسرات تنكسرُ إليه.