كتب الرافعي في رسائل الأحزان:
«في المرأة الجميلة أشياءٌ كثيرة تقتل الرجل قتلاً، وتخلجه عن كل ما في دنياه كما تخلجه المنيّة عن الدنيا؛ وليس فيها شيء واحد ينقذه منها إذا أحبها، بل تأتيه الفتنة من كل ما يعلن وما يضمر، ومن كل ما يرى وما يسمع، ومن كل ما يريد وما لا يريد، وتأتيه كالريح لو جهد جهده ما أمسك من مجراها ولا أرسل. ولكن في الرجل شيئاً ينقذ المرأة منه وإن هلك بحبها، وإن هدمت عيناها حافاته وجوانبه، فيه الرجولة إذا كان شهماً، وفيه الضمير إذا كان شريفاً، وفيه الدم إذا كان كريماً».
================
نصٌ جميل؛ أختلف معه في وجهين؛ الأوّل أنّه اختصّ المرأة الجميلة، وبرأيي أن لا وجود لكائنٍ في الكون غير جميل، لكلّ مخلوقٍ وديعةُ حُسنٍ حباهُ الله بها.
تخصيصه للجميلة يجعلني كقارئةٍ أتصوّره يقصد الجمال البصريّ دوناً عن سائر الجماليّات المعنويّة في البشر، أمّا الوجه الثاني الذي أختلف معه به اختلافاً فاصلاً أوضح من الأوّل، أنّ الجمال يُحيينا حياةً لا يقتلنا قتلاً؛ بل إنّ أبهى جمالٍ وأزهى كمالٍ ذاك الذي ينفخُ في الحياة حياة.❣️
رحمه الله، اختلافي معه في عبارةٍ لا ينفي اتفاقي معه في عبارات؛ فلا أحبّ على قلوبنا من اعترافه الجسور: «وليس فيها شيءٌ واحدٌ ينقذه منها إذا أحبها».
12-7-2021 ليلاً