عزيزتي “نانا”
هكذا أحبّ أن أخاطبك
بلغني أنّ هذا اسم الدّلع خاصّتك
ولعلّه أحبّ الأسماء إليك..
هل تعلمين يا “نانا” أنّي أحبّ تلكم اللواتي تخلصن الدعاء لآبائهن حبّا خاصّاً لا يشبهه حبّ.
مضى عامان..
قرأتُ ذلك اليوم
ولم أَنسَ ذلك ولا يوم
كيف أنسى؟
ونحن نذكره ونتذكّره كلّ يوم.
سيمضي بعد هذين العامين عشرون عام،
وعشرون..
وستستمرّ الحياة
ولن يتسمّر الشوق إليهم يوماً
لن يختلف حنين العام الأوّل عن حنين العام الأخير،
مهما ضجّ العمر من بعدهم بالأحفاد والهموم والمهامّ والانجازات.
لا ننسى..
ليس لأنّي البكر
وليس لأنّك آخر العنقود
ليس لأنّنا اناثٌ
وليس وكأنّ الذكور لا يتذكّرون
ليس لأنّ اسمه عادل
وبالتأكيد ليس لأنّ اسمه تيسير
وليس لأنّي أرسل الآن رسالةً لفتاةٍ أصبحت أماً منذ عامين ولم أرها في الحياة بعد!
فتاةٌ أحبّها في ظلّ عباءة: نحبّهم ونحبّ من يحبّهم.
إنّما لأنّ القرآن وصف سرّ نعيم الأبناء في ثلاث كلماتٍ جميلة: “وكان أبوهما صالحا”
لمثل ذلك نحن لا ننسى ولن ننسَى، ليستمرّ الدّعاء ما استمرّت وخزة الألم.
أنا لا زلت أذكر ذلك اليوم وكأنّه الأمس،
والدي يبارك على الهاتف بمكالمةٍ دوليّةٍ لوالدك قدومك إلى الدنيا،
فيقول: سمّيتها “نيّرة”.
رحم الله أيّاماً كان فيها للاتصالات ثمنٌ، ولمن نتّصل بهم قِيَم.
اصدقيني القول صغيرتي:
هل كانت صدفةً رقيقةً أن سمّى الأول آخر العنقود نوراً والثاني سمّاها نيّرة؟
كم بدا جميلاً أن نكون لهما بعد الرحيل أملاً وهدىً ووفاءً وشفاء.
إيماناً يدعو لهما كلّ صلاة ويزور برزخهما على هيئة دعاء،
رضاً منقطع النظير بأنّ لله ما أعطى وله ما أخذ،
وإلهاماً يتذكّر فضلهما كلّ منعطفٍ في الحياة.
أتُرانا نخشى الموت بعد رحيلهم؟
هل نهابُ فتح بابٍ فتحوه، لعبور معبرٍ عبروه؟
لا خوفٌ ولا حَزَنٌ علينا ما زال القلب ينبض بلا اله إلا الله،
ما دام موعدنا الصبح والصبح جنة،
أوليس الصبح بقريب؟
بقي أن أقول:
إلى العمّ محمد عبد السلام من القلب كلّ سلام،
طابوا ثلاثتهم أحياءً وأموات، وتبوّؤا من الجنّة مقعداً،
رحمهم الله، وجمعنا بهم في جنّات النعيم.
شفاء تيسير داود
أم أحمد يا نيّرة
هل كانت تلك صدفةً أيضاً؟
ما ألطفها من صُدف.
23-6-2021
::
“هل نهابُ فتح بابٍ فتحوه، لعبور معبرٍ عبروه؟”
نظرتي لذلك الباب اختلفت يوم فتحوه فأصبح أكثر أمانا.. ألحقنا الله بهم على الإيمان وجمعنا بهم في مستقر رحمته
آمين آمين 💚
صدقتى القول والفعل ياشفاء حب الصالحين وحب من نحبه يارب اجمعنا بهم فى جنات النعيم