تقول: في الصورةِ إيحاءٌ مُربِك.
قلتُ: أعلم.
الصورةُ الرّمادية الخائفةُ التي تُزاحمُ مُخيّلاتنا فتُحبطنا عند البدايات.
ننظرُ نحو الأعلى،
فنرى الصّعودَ طويلاً جداً،
فنُذكّر أنفسنا أنّ نَفَسنا أطول.
الكثيرُ سبقونا،
تجاوزونا،
بل ربما وصلوا إلى القمّة.
لكنَّ يقيناً ينبضُ فينا يذكّرنا أنّنا أيضاً نملك همّة.
لن أخبرك ما هي قمّتك،
أنت أدرى.
كيف ستصعد إليها،
أنت أعلم.
كم من الوقت ستستغرقُ وصولاً لها،
هذه براعتك.
أي العقبات ستعترضك وتواجهك،
هذه قوّتك.
لكنّي سأخبرك،
أنَّ المشهدَ من الأعلى كان أخّاذاً، كان خلّاباً، بل كان عظيم.
آن لظهركَ المتصلَّب تدرُّباً على رقدةِ القبورِ أن يقوم،
آن لعينيكَ التائهةِ أن تُبصر النور.
قمّتك تنادي همّتك،
هل تسمعها؟
لستُ أدري.
وكم أتمنّى ذلك.
اللهم إنّا نسألك حضوراً عظيماً ورحيلاً أعظم.