تالة

بسم الله الرحمن الرحيم

مساء الخير يا ريمة
ريمة واحدة في حياتي، ربّما لا تعرفين ذلك بعد، هذه الرسالة لك، أكتبها أمام الجميع، كاتبةً تحبّ أدب الرسائل منذ زمنٍ بعيد.

إنّه نهارنا الأحلى، أشاركك تفاصيله، أبهجك معي، وأقول لكِ أنّ تزحلق الغربة والحنين بين السطور أمرٌ خارجٌ عن السيطرة تماماً، لا نقصد ايلام القلوب ولا تهييج المُقل.
أريد أن أسألك سؤالاً من كاتبةٍ لكاتبة، لماذا غربتمونا ابتداءً يا ريمة؟
أوما تنبّهتم قبل اتخاذ قراركم أنّ نكهة كلمات المغتربين مريرةٌ لاحقاً.
إنّه يوم الفرح، يوم الحمد، ويوم الشوكولا.

أصبحت اليوم عمّةً من جديد، يغلب فريق الحفيدات فريق الأحفاد بواحدة.
عمّةٌ لأنثى للمرّة الثانية، أنا أكبرُ رغماً عنّي يا ريمة، وتكبرين، ويكبرن، نكبر جميعاً.
لا أدري كيف تتحول حياتنا من صبيّاتٍ تتلقّى الدلال إلى نسوةٍ تحترفُ فنّ اهدائه لغيرها.

أذّن الفجر، لم تتغيّر عادة أمّي منذ ستة عشر عام، تُكرمني بأن تبشرني قبل الجميع، “العمّة الكُبرى”، بالتأكيد لذلك كثيرٌ من اعتبارات وعليه بعض مسؤوليات أيضاً.

تخبرني على بعد اثنتي عشر ألف كيلو متر جغرافياً، وعلى قرب فنجانٍ من ركوة قهوة: “الحمد لله على سلامة المولودة والوالدة”.

أشرق الصباح بإشراقة “تالة”.

أخي يصبح أباً لأُنثى من بعد ذكر.
الحكيم تطلّ على دنياه العسلةُ وتعطّر عمره الياسمينةُ وتكرمه بأن ينال بشارة رسول الله بالجنة لمن يكرم البنت ويحسن تربيتها ويصبر عليها، الحمد للوهاب على ما أعطى.
أبشر أُخيّ بالألعاب الورديّة تقتحم المنزل، وبخردوات البنات تملؤ عربيّة المشتروات ابتداءً من اليوم، أبشر بالتعرّف على شجارات الإخوة، أخذ لعبتي، لعبت بسيّارتي، أبشر بالزمن يعيد نفسه كلّ يوم، وأبشر بوابلٍ من الأسئلة، بأمٍ صغيرةٍ ثانيةٍ تسألك: “ليش تأخرت؟ ووين كنت”، ببسمةٍ ستأخذك إلى الجنّة كلّما حظيت بها، وبجنّةٍ تضمّك في الدنيا قبل أن تضمّنا جنّة الآخرة.

مساء الخير يا تالة
مساء الخير يا عمّة
أخبري الخالة ريمة
أنني أرغب أن أقول :”لو”…

لو أننا في الشام يا تالة، لكانت الآن الجارات تملئن الدّار، وباقات الورود مكتظّةً على درج العمارة، والحلوى توزّع على المّارين والمهنّئين بوصولك بالسلامة.
لو أننا فيها، لارتفعت الزغاريد رغماً عن وقار أبيك، لقلنا له: “في ببيتنا رمّانة، حامضة ولفّانة، حلفنا ما نقطفها، لتجي تالا بالسلامة”.

تالة، يا عمّة..
كم تمنيتُ أن أرى بابا وهو يكبّر في أذنك ويحملك إليه لأوّل مرّة، كنت أحبّ أن أشاهد التحنيك بالتّمرة.
أحببت أن أقول لك أنّ اسمك جميل، جميلٌ جداً، نخلة صغيرة يا تالة، جعل الله لوالديك منك خيراً كثيراً، نخلةً قويّةً جميلةً تساقط على العائلة رطباً جنياً، “الداوديّون” يرحّبون بكِ في هذا العمر الجميل، أهلاً وسهلاً.
فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين، والسلام على ريمة وتالا.

عمّة شفاء
10-6-2021

========
معنى اسم تالة،
تالة اسم علم مؤنث أصله عربي وهو اسم نبات من فصيلة الخبازيات ومعناه النخلة الصغيرة، وهو يعتبر اسم آخر لـ “تالا” ومعناه الفتاة الحسنة الشابة المشرقة​.