الواحدة وخمسٌ وخمسون دقيقة،
منتصف النّهار والأسبوع والعام.
يرهقك الروتين،
اليوم كالأمس ولا تظنّ أنّه يختلف عن الغد.
تشتاق أن تصغر،
أن تعود للأمان ولدائرة الراحة داخل الشرنقة،
تُدرك الآن أنّ الفراشات لا تعيش كثيراً.
أنّ كلّ أحلام صبانا بالطيران،
لم تُدرك أنّ أعمار الفراشات لا تتجاوز الستة أشهر،
وأنّ كثيراً منها متوسط أعمارها أربعون يوماً،
والأكثر لا تعيش إلا ثلاثة أيّام فحسب.
«سمع الله لمن حمده»،
آيةٌ من أربع كلمات تختصر لك سر الرضا.
بالحمد على كلّ حال،
يسمع رب الأكوان نداءك،
ويستجيب دعاءك.
ليس مهماً من أنت الآن؟
ومن أنا؟
هل ما زلت في الشرنقة؟
أم أنّك تحلّق مهاجراً نحو الموت كفراشة.
المهم،
أن نتشارك بهجة الحياة، وأن ترفرف أجنحتنا بالخير كفراشات.
ما دامت ألوانها تخبرنا كلّ صباح بأنّ العمر قصير،
وبأننا سنموت حتى وإن هاجرنا تحدّياً للمناخ وطمعاً بحياةٍ أفضل.
فما جدوى الشعور بالملل؟
لا وقت له ولا حاجة لنا به ما دامت أيّامنا فيها معدودة.
هذه الحياة جميلة، وهذا العمر يستحق أن يُعاش، استمتع به.