بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الحبيبة، سلام الله عليك ورحمته وبركاته
كيف حالكِ؟ هل أنت بخيرٍ بنيّة؟
مضى على فراقنا أيّام، تركتُ القلب معكم، وكلّ دعائي على مرّ العمر كنزته لكم أن تكونوا ولداً صالحاً يدعو لي بعد الرّحيل.
نوّرتم عمري خمسةً من كرم الرحمن فَلِيَ بِكم عشمٌ كبير؛ ما مضى من الحبّ قبل اليوم حبّ، وما يمضي بعد اليوم حبٌّ آخر نجرّب تبادله معاً لأوّل مرّة.
بالأمس كنتم تعبّرون عن المحبة لأبيكم بالاستقبال الحسن والضحكة الحلوة والهدية الجميلة، كان الودّ عبر الحياة من الأبناء جلياً في محاولاتهم المستمرّة بإهداء التفوق والنجاح والإنجاز في العمل.
أمّا وقد رحلتُ إلى جوار الرحمن، فقد صار الحبّ متجسّداً في دعائكم لي يا صغيرة.
أتقول لي صغيرتي وقد أهديتك أجمل الأحفاد يا أبتِ الجميل؟
نعم، أنت الصغيرة في عيني ما كبرتِ يا بنيّة، الصغيرة التي نادتني بابا لأوّل مرّة، ريحانة المنزل ومسك السلام وضحكة الحياة.
امسحي دمعك يا مريم، أريدك قويّة كما لم تكوني من قبل، الحياة ابتدأت لتوّها، أيّامٌ معدودة وتودّعين صغارك كما ودعتكم، والملتقى الجنّة باذن الله.
سعيت جاهداً أن أضعكم على الدرب الصحيح، وأن أهديكم الرفقة الصالحة، رسمت لكم ملامح الطريق، وما عليكم سوى اتمامه على خير، فكونوا بخير.
أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك، أمّك ثمّ أمّك ثمّ أمّك.
والدك.