هل جرّبت يوماً أن تَحتسِب إسعادَ أَحدِهم بِلا شروط؟
أن تُنفقَ لَحظاً من وقتكَ لرسمِ فرحٍ لا ينتهي في يومه باهتمامٍ واضح، هل تخيّلت نفسكَ في موضعهِ فاخترتَ الأجملَ والأرقى والأنعمَ والأنسب.
إنّ القُدرةَ على إدخالِ السّرور على قلبٍ كدٍّ تكادُ تُشبه السّحر.
يكفيكَ شرفُ المحاولة إن تذكّرتَ أنّ أحبَّ الأعمالِ إلى الله سرورٌ تدخلهُ على مُسلم.
مَن منّا لم تتمَنّ في طفولتها أن تكون أميرة ولو مرّة؟
أميرةً بتاجٍ ذهبيّ وكُرسيٍّ عالٍ في قصرٍ عاجيّ كما الأحلام.
إن السّعادةَ التي نُهديها لأحدهم بالكلمةِ الطّيبةِ والتعاملِ الحسنِ والحرصِ والمتابعةِ ولو ببسمةٍ أو برسالة، تعودُ لنا أرقّ ممّا نتخيل، سنبلةً في جوفها سبعُ سنابل.
إنّنا نعيشُ أعواماً ثقيلة، ولعلّ كلمةَ حُبٍ ترفعنا وتنفعنا وتدفعنا نحو قمّتنا المنشودة.
حاول أن تُنعش الحبّ المشروعَ في حياتك بالتعبير عنه بلطفٍ وحسب، إن لم يكنْ موجوداً تستطيعُ خلقه، لم يفت الأوان بعد.
وحدهُ الحبّ لا أوان له أبداً.
ابدأ بمحيطك، بأقربِ النّاس إليك، ابدأ من أهل بيتك، ثم تفتّح كزهرةٍ فتحَ اللهُ لك.
إنّنا يا صديقي نفتقرُ لبعضٍ من حُبٍّ وحاشانا أن نتسوّله.
كيفَ لأيّامنا أن تتذوّق حلاوةَ عسلِهِ ما لم نُبادر بنثرِ رحيقهِ بيننا .
عن نظرةِ والدتكَ وقد أرحتَ في حُضنها رأسكَ الثلاثينيّ بهمومهِ كطفلٍ ما زال يتعلّم المشي، عن رسالتك لأحدهم من القلب: أنا أثقُ بك، فخورٌ بك، كُن بخير.
نحنُ نتعافى بعناقِ من نحبّ، بذلك النّفس الطويل الذي نستنشقهُ بين كتفين تحتوينا عند اللقاء بعد شوق، فتتلاشى فيه آلامنا شيئاً فشيئاً.
لقد كانت كلّ لحظةُ عناقٍ دافئٍ تعدلُ ألفَ سنةٍ إلاّ خمسين عاماً من البهجة والسعادة، أجبرنا عامُ الطاعونِ أن نحتضنَ بعضنا بطُرقٍ جديدة
أبهرَ بها بعضُنا بعضاً حقاً.
إنّ الإحتضانَ الشّافي ليسَ مجّانياً في الحياة يا صديق.
أنفق حُبّكَ عَطِراً لأهلكَ وأصدقائكَ ومعارفك، يُخلف اللهُ عليكَ سعادةً ودعاءَ صحبٍ وراحةَ بالٍ وانشراحَ صدرٍ وجَمَالَ عُمرٍ يتألّقْ.
دمتم بحبّ.