تتسابق الكلمات تسابقاً جميلاً للاستلقاء آخر النّهار أخيراً فوق وسادة السّطور.
الكلمة الأولى من السطر الأول بالنّص هي الأحقّ بأن تُلصق في ظهرها إجابات كلّ الأسئلة التي نمرّ بها عبر تأمّل المكتوب.
صميم الفكرة أنّ حالة الإلهام ليست شيئاً عادياً، حالةٌ روحيّةٌ كالوحي مؤلمٌ يؤزّ الروح أزّا، قد تضحك، قد تتبسم، قد تغضب، قد تبكي، وقد تتعرق! أحياناً تتنفّس أنفاساً سريعةً ترجو أن لا تطير خلالها من بين يديك تلكم الخواطر والأفكار، في حالاتٍ معقّدة قد تصل لمرحلةٍ ترتجف فيها كفّاك أثناء الطّباعة توتّراً من تدفق المعاني السريع وقلقاً من أن لا يسعفك البيان في نقشها .
عدم الظهور الكامل لا ينفي الوجود، لا يجرؤ أحدٌ على القول جهلاً أنّ القمر يصغر ويكبر كلّ ثلاثين يوم، جميعنا نعلم أنّ الجزء المكشوف لأعيننا منه يعتمد على ما يصل إليه من أشعّة الشمس تجود عليه بها ليبقيا على أحوالٍ جميلةٍ وصور أجمل تتكرر بانعكاسٍ بديعٍ كلّ خمسةَ عشر يوم قبل أن تتكرر ذاتها بفارق الانعكاس لا أكثر.
قد تنبع الأفكار أثناء تأمّل تشققات سقفِ غرفتك ببساطة، وقد تجفّ وأنت فوق السّحاب بين السّماء والأرض تتأمّل العدم من أصغر نافذةٍ بيضاويّةٍ تطلّ على أكبر عالم على متن طائرة .
كان السّاهر يغني أغنية الشؤون الصّغيرة، حين أدركتُ أنّ جارنا لم يصم، وأنّ رائحة التبغ المحروق ملأت الحارة وأيقظت الجارة وأزعجت سكان العمارة، ولم تستر عليه ما كان يحاول ستره عنّا خلف أحداق عينيه.
يغنّي وأتفكّر بعمق الكلمة فما بقلبي جلدٌ اليوم للتفكير بالألحان، وتتفضّل الفلسفة مشكورةً لتعبّر: ربما لم يكن شأناً صغيراً أبداً أن تعتذر مرّة بعد مرّة مائة مرّة ومرّة عن احتساء المُرّة، كان الزهد فيها والتّخلي عنها مثيراً للأسئلة: كيف تعيشين بلا قهوة؟
كما تنامون على صوت كوكب الشّرق وأنا يستفزّني جداً حرف الذال تنطقه زاياً في أغنياتٍ كُتبت كلماتها بالفصحى!
لا بدّ للغتنا الجميلةِ أن تُكرمَ نُطقاً أيضاً كي تُكرم حقاً.
خطّها ونطقها كالدّين تماماً، قولٌ وعملٌ لا ينفصلان، ليست فلسفةً انّما علما تعلمناه في الجامعة.
يستيقظ السؤال متأخّراً على غير عادة:
في أيّ سطرٍ تكمن فكرة هذا النّص؟
ما المراد منه؟
وبين أيّ كلمتين خُبّئت مشاعر الكاتبة فيه؟
لا أدري، من يدري؟