ينتصف الشّهر، ويتألق المغرور بلمعته، يقول: هأنذا ها هُنا من جديد، نسأله نفس السؤال كلّ ثلاثين يومٍ ولا يجيب، أخبرنا يا بدر السماء: ما هو الحبّ؟ لماذا لا نوفّق لتعريفٍ يشفي الصّدور؟
لا أعرف أنا، ولا تعرف أنت، ولا نعرف جميعاً سرّ ذلك الغزل المتهوّر بعد، ولا أظنّنا يوماً نعرف، لأنّ الأسرار لا تغدو أسراراً إن عُرف لها عنوان، والحبّ لغز الكون الأصعب عبر الزمان.
نظنّ أنّه يولد معنا، وأنّ حظّنا منه ُكتب مذ كنّا في الأرحام.
نكبر فيكبر، ننضج فلا ينضج، وإذا ما متنا لا يموت.
بل يبقى متجذّراً بين ضلوع من بَكوا رحيلنا عن الحياة.
لا يموت..
كلّ ما في الأمر أنّه يملك قبّعة التخفّي ويجيد فنّ الاختباء.