مساء الخير يا جوجو
مسا الخير عمّورة
مساءٌ كلّه لعبٌ
بلا قلمٍ وسبّورة
صغاري الأحبة، تلاميذ التعليم عن بُعد حول العالم
في مثل هذا اليوم، كان آخر يومٍ منذ عام، نستيقظ فيه فجراً معكم، لنعدّ الشطائر، نجهّز الحقائب، نتأكّد من سلامة كيّ المراييل، ونتحايل عليكم لشرب كوب من الحليب الدافئ، نطيّبكم بالعود، ونقود بكم سياراتنا إلى بوابات المدارس.
مضى عامٌ على حضوركم آخر طابورٍ صباحيّ، على مشاركاتكم في الإذاعات والأنشطة والحفلات والرحلات والمسابقات.
عامٌ وأنتم في جهاد، ونحن معكم يا مهجة القلب في إستنفارٍ تام، ودعاءٍ ملحّ أن يفرّج الله كربتنا وكربتكم، وأن تفتح مدارسكم على خيرٍ ثانيةَ أبوابها على مصرعيها لنا ولكم.
لقد كان صعباً ومرهقاً وموتّراً للغاية، أحييكم، أشدُّ على أياديكم، لم يكن منطقياً أن نطالبكم بالإنضباط والمتابعة خلف الشاشات، كان مخاضاً مؤلماً بمعنى الكلمة نحو تغييرٍ إيجابيٍّ لا بُدًّ منه.
ستتوالى السنون، ولن يعود الحال لما كان عليه سابقاً؛ إنّها سنّةُ الكون، نرتقي ونمضي نحو العلا وإن كان الدرب طويلاً والصعودُ شاقّاً وعسيراً.
حين كنّا بأعماركم، لم يكن منطقياً أن يخبرنا أحدٌ أننا سنعيش زماناً نرى فيه وجه من نحبُّ بلمسةِ أيقونةٍ بأيّ زمانٍ ومكان، نشمّت العاطس في قارّةٍ أُخرى؛ ونقولُ : “صحّة” لمن سمعنا صوت سعاله في طرف العالم الآخر؛ نرى أرحامنا ونضحك معهم على بعد إثنتي عشر ألف ميلٍ وأكثر، لم نكن لنصدّق أنّ هذا يحدث عبر أجهزةٍ إلكترونيةٍ متطوّرةٍ وبتكلفةٍ رمزيّة.
يأتي الآن دوركم بأن تعوا أنّ أحلامنا التي غدت حقيقةً على زمانكم، تشبه تحدّياتكم التي تصبحُ مع مرور الوقت روتيناً سهلاً وعاداتٍ يسّرت الحياة لنا ولكم.
لم يكن سهلاً ، ولن يكون، لكنّ صحتكم وعافيتكم، وأمنكم وسلامتكم هم الأغلى والأهمّ على الإطلاق في الفترة الحالية.
وإلى أن يرفع الله عنّا الوباء، كونوا بخير، بكلِّ قوّةٍ وخير .
معلمتكم التي اشتاقت لطابور السادسة والنصف صباحاً مع ألطف البسمات، حفظكم الرحمن .
٩/٣/٢٠٢١
#التعليم_عن_بُعد
#في_مثل_هذا اليوم