” في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ “.
لا يتطلّب الأجر تكلفة شراء ويسكاس لإطعام قطةٍ جائعة، ولا مشقّة جلب مياه ينابيع جبال الألب لسقيا كلبٍ ظمآن.
لا حاجة للتّكلفة المادّية، إنه أبسط من ذلك بكثير.
الكبد الرطبة قد تكون لإنسانٍ أيضا، والأجر قد يكون في: “لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ”، لأنّ “تبسّمك في وجه أخيك صدقة”.
أو قد يكون في:
“قولٌ معروفٌ صدقة”.
قد يكون في صبرٍ، في تعليمٍ مستمر، وتوجيهٍ دائم، ودعاءٍ لا ينقطع.
قد يكون معنوياً وليس بالضرورة أن يكون حسياً.
الطيور الضّعيفة أقوى مما تبدو عليه بكثير، ضعفٌ على ضعفٍ مجتمعَين قد يصنعا ثورة؛ أعطاها الرحمن قوةً تتحملُ برداً لا نقدر عليه للحظة، في أجنحتها إرادةٌ تجابه بها الرياح والأعاصير دون أن تتكسر.
ترى الطير محلقاً في السماء تحسب أن الدنيا حيّزت له بحذافيرها، ينقر زجاج نافذتك مرةً تلو مرة، بحثاً عن كسرة خبز، وَلَك الأجر.
عافانا الله وإياكم من تقرّح الأكباد، وبارك الله بالعلم والعمل الصالح واحتساب الأجر.
دمتم على موعدٍ دائم مع طلب العلم، كذلك الذي سأله نبينا موسى إلى الخضر يوماً :”هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا” ؟
ودام حظّكم خيّراً كثيراً كالمطر المفاجئ الجميل.