أخبروا الفراشة أنّها هي من تصنع الأيام، أن تستعد لكلّ شيء، وأن تتوق لكلّ شيء، وألاّ تغلق عينيها أبداً حين تفتحهما للمرّة الأولى صباحاً، لأنّها ستغلقهما يوماً مّا اغلاقةً طويلةً طويلةً طويلة.
أخبروها أنّ الحياةَ جميلةٌ، وأنّنا نحنُ الرّبيع، بل إنّنا نحنُ الحياة.
أخبروا الفراشة أنّ قلوبنا تستحقّ أن تنبض شغفاً وشوقاً وحباً وعشقاً كلّ يومٍ،وكلّ حين، وأنّ قلوبنا تحتضن الكون وأكثر، وأنّها تتسع السماوات السبع امتناناً لمن خلقها وخلقنا.
أخبروها أنّ الربيع ينتظر، وأنّه يشعر بضرورتها، حتى وإن لم يُشعرها بذلك.
هل تعرفين يا فراشة؟
لقد أتعبتني الفراشاتُ بالتّساؤل: ما قيمة الرّبيع إن لم يزهر في قلبك؟
فأهديتها مرآةً ترى فيها جمالها كل حين، توجّهها صوب كلّ لعنةٍ، وتسحرها وروداً وبساتين.