الهموم الجميلة!

يركض التلميذ إليّ، يسألني بحماسةٍ أخاف منها أحياناً: معلّمة شوفيني، في شي متغيّر اليوم؟ قلت: لا أعرف، مع أنّي عرفت.. يقول: ألا تلاحظين شيئاً، أمعني النّظر.. أبتسم، يتأمّل وجهه على مرآة ويقول: خلّصنا، صرت كبير، ورسمت إلي شوارب. حاولت جاهدةً أن أكتم الضحكة التي ستزعج جدّيته، فقد بدى كأنه شارب هتلر تماماً. بمحض الصدفة، يؤرّق […]

الهموم الجميلة! قراءة المزيد »

كرسيّ

يومك مبارك، كيف حالك، هل قلبك بخيرٍ اليوم. طمئنّي عنك في أقرب فرصة، استيقظتُ وفي جعبتي ألف كلمةٍ لك، كالعادة. متى تسمع صوتي الصباحيّ وترى العينين لحظة تفتّحهما الأولى، وتشاهدُ مطّ الجسد تخلّصا من آثار النّوم ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من فوضى الشّعر الغجريّ المسافر معي خلال الليلة إلى ألف مجرّةٍ لسرد ألف حكاية

كرسيّ قراءة المزيد »

لماذا أنا؟

سلامٌ من الرحمن عليك ورحمات تسع كلّ سماء. أكتب لكِ وأنا أقرب النّاس إليكِ وأجهلهم عنكِ! أكتب لعجزي عن فهمكِ، وقلة حيلتي لتخيّل ما في مخيّلتكِ. تسألينه تكراراً: لماذا أنا، وأسأله كلما نمتِ وتركتني أتأمّلكِ فأتألّمك: لماذا هيَ؟ متى خُتمت أقدارنا بنصيبٍ من أسمائنا؟ من نحن في هذا العمر يا بلسم؟ ما هي الوصفة السرّية

لماذا أنا؟ قراءة المزيد »

بِمحضِ الصّدفة

بَيْنَما هيَ جالسةٌ عِنْدَ السّحَر.. إذْ طَلَعَ عَلَيْها قدر.. شَدِيدُ بَياضِ الثِّيَابِ.. شَديدُ بياضِ الشَّعَر.. لا يُرَى عليه أَثَرُ السَّفَرِ.. ولا يَعْرِفُهُ عنها أَحَد.. حَتى جَلَسَ إليها.. فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِا.. ووَضَعَ كَفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ.. يُخبرها سرّاً: ماذا لو أنّا عشنا ألف سنةٍ إلا خمسين عام؟ يبدو معقولاً أن ننام.. ثلاثمائة منها.. ولا طمعاً بالتسعة..

بِمحضِ الصّدفة قراءة المزيد »

أعراف المشاعر

إنّها اللّيلة الأربعون منذ رحيلك عن رحيلي، شُلَّ الزًّمان، وتوقّف المكان، وسكتت شهرزادُ سكتتها الأخيرة عن الكلام المباح والمستباح قبل أن يُدركها الصباح، كُلمت كما لم تُكلم أُنثى من قبلُ ولا تُكلم مثلها من بعد. يتنفّسُ أنفاساً متقطّعةً ثقيلة، يرقدُ على سريره البارد رقدتهُ الأخيرة، إنه آذار من عام ألفين وستة وخمسين بعد الميلاد، لقد

أعراف المشاعر قراءة المزيد »

براميسيوم

كثيراً ما يكذب الكتّاب قرّائهم بعبارتهم الضبابية يعنونون بها أولى صفحات كتابهم: «أيّ تشابه بين الأسماء المذكورة لا يعود لأشخاص بعينهم بل هو محض خيال غير مقصود حتماً». حقيقةً لم أستطع اعادة صياغة عبارتهم أو محاولة نسخها ليقيني أنّها أكبر كذباتهم عبر العصور. نحن نقصد الأسماء حرفيّاً ونعني ما نسمّي لنرتاح، وأنا أقصد اسم المرسلة

براميسيوم قراءة المزيد »

أسرار ثقيلة

ليلة وداع آذار، استودَعَتْه سراً ثقيلاً من الأسرار، سرقتْ الكوفيّة من على عنق الشتاء، وهربتْ بها بعيداً خارج حدود الزمان والمكان، وغرستْها بذرة خيرٍ بين الذكريّات. كانت الجدّة تقول: كلام شباط ما عليه رباط! لم تكترث لكلامها للحظاتٍ معدودةٍ ليس أكثر، فقد كان دفءُ وصاله عن بُعدٍ سلاماً سليماً محمّلاً بالرياحين معطّراً بالياسمين. أشرقت شمس

أسرار ثقيلة قراءة المزيد »

شبرقة

لا أرغب بقول صباح الخير أو مساء الخير اليوم لا له ولا لها ولا لأحد، صباح الخير لي ومساء الخير لي وحدي فقط، قليلٌ من الأنانية لا يؤذي. أرغبُ اليوم بأن أقرع الباب بإزعاج على عقل القارئ بلا حاضر ولا دستور كما يقولون. يبدو أنّي كتبت اليوم كثيراً ولا أوفّق للنشر بعد لأنّ النّصوص تحتاج

شبرقة قراءة المزيد »

رسائل

يبدو أنّي في حياتي السّابقة كما يقال كنت أستطردُ كثيراً، وأزيد على ذلك أنّي أتشتّت، وقد أُشتِّتُ القارئ معي أثناء التّعبير إن كتبت في جوٍّ صاخب، قلمي إلى الهدوء ميّالٌ، أمّا أنا فإليك على مدى الأزمان ميّالة. أكتب لك هذه الكلمات لحظةَ هدوءٍ نادرةٍ من العمل، وأنا مسؤولةٌ عن نفسي وعنها أمام رب العالمين، لا

رسائل قراءة المزيد »

هل تبكي الرّوح أحياناً؟

تلميذتي العزيزة، صديقتي الفريدة، أكتب لك من السماء، يفترض أننا سوية منذ أربعمائة عام، كلّ صباح نتكلّم فيه سويةً بسرّية عن بُعد؛ في مثل هذا الوقت تكونين قد بدأت باستفزازي مللاً من الشوق، وأكون في مرحلة فقد السيطرة على هدوء أعصابي ضجراً من الأشواق. كان ذلك ممتعاً، استطاعت الصّغيرةُ أن تُجدّد في حنايا أستاذها الحياة،

هل تبكي الرّوح أحياناً؟ قراءة المزيد »