أبواب
للرزقِ أبوابٌ لا تُفتح إلا بعد غَلقٍ وأيْد لا تُبسَط إلا بعد قبض، أرزاقنا مكتوبةٌ مقدّرةٌ تستبقنا سعياً إلينا بينما نظنّ أنّنا نحن من إليها يسعى.
للرزقِ أبوابٌ لا تُفتح إلا بعد غَلقٍ وأيْد لا تُبسَط إلا بعد قبض، أرزاقنا مكتوبةٌ مقدّرةٌ تستبقنا سعياً إلينا بينما نظنّ أنّنا نحن من إليها يسعى.
مضى عامان على حجر أبنائنا في البيوت والدراسة عن بُعدٍ من المنازل.. عامان.. ونحن ندرك يوماً بعد يوم عمق قول شوقي: قم للمعلّم وفّه التبجيلا.. عامان.. وجدران بيوتنا تعشّقت أصوات المعلّمات والمعلّمين، عامان ونحن نتسائل: حتى متى؟ عامان ينقضيان على خيرٍ هذا الصباح، وتعود زحمة توصيل الطلبة إلى المدارس في شوارع مدينتنا العملاقة الجميلة من
كانت الستّينُ الرّزينةُ قد ازدانت بهِ منذ عام، بدا أهدأ، الرّجل القويّ العصاميّ العصبيّ الوسيم.. الوسيم جداً والمهيب الذي يضجّ بالحياة رَفع الرّاية البيضاء حين قصّ شريط العقد السادس الأحمر، فبدأ بقصّ حكايات الطفولة والفتوّة لكلّ من نال شرف صحبته بعد صلاة الفجر حتّى شروق الشمس من جديد. كان يحبّ الصبح ولعلّ الصبح كان يحبّه
مضى على ضحكتنا تلك عشرون على ما أذكر.. كنّا نشرب الشاي، لم نكن نحتسيه بلا شكّ. رفعتِ الفنجان ومددتِ ابتسامتكِ إليّ وإليه، قلتِ: أعجبتني هذه الكأس، لطيفة مميزة وجميلة، جميلةٌ جداً تناسب الشاي. في تلك اللحظة توقعتِ منّي ما تتوقعه الإناث من الإناث حين تُطري على غرضٍ ما أعجبها عند أُخرى فتنتظر إخبارها من أين
نامت اُمُّ السّلامِ نومتها الشتويّة الممتدّة إلى يومٍ لا بدّ أنّه آت، نامت مبكّرةً جداً عِشاء البارحة.. وهي التي لم تعتد نوماً باكراً من قبلُ مثل ذلك، نامت دون أن تتناول العَشاء، دون أن تُلاعب الحفيدة الأولى مرّةً أخيرة، دون أن تُسمع الأبناء: “الله يرضى عليكم ويرضيكم”، دون أن تدردش مع رفيق العمر دردشة المساء
يمرّ يوم الميلاد مرور الكرام على من يُدرك أنّ الوصول إلى الدنيا هبةٌ ربّانيةٌ من ربّ الأرباب عظيمةٌ وليس انجازاً شخصيّاً أو أسطورياً لا للوالدة ولا للمولود. لماذا رُزِقنا الحياة؟ أتظنّ بأنانيةٍ أنّ حياتك ملكٌ شخصيٌّ خالص لك؟ هل تتفهم أنّك قد تكون النّعمة الأعزّ في عُمْر أحدهم في ظلّ انتظارك على مَلَلٍ مولد نعمتك
لم تكن تلك الليلة ليلتي، ولم يكن ذاك الصباح صباح أحدٍ منّا بلا شكّ، بدا وكأنّ العمر غفوةٌ على كتف صبيّةٍ تحت شجرة ليمونٍ مثمرةٍ في بيتٍ عربيٍّ صغيرٍ على طرف المدينة؛ أفتقدك، يخيّل لي أحياناً أنّ ما جرى كان بالأمس، وليس أنّ أياماً طويلةً فصلت بين اليوم وبين ذلك اليوم الذي قصم ظهر القلب
مهاجرٌ إذا مات وبُعث ثمّ مات وبُعث ثمّ مات وبُعث لما تمنّى أن يُولد من مكانٍ غير تلك البقعة الطيبة المباركة من الكون الفسيح، ولا أن ينتمي لغير هذه الأمّ التي له في حضنها عشرات الذكريات على تنوّعها. من منّا يحبّ أن ينطق لهجةً غير لهجته؟ كلٌّ يظنّ أن خاصّته هي التي أسرت الألباب وذابت
كيف حالك ملاكي؟ هل رأيت ما رأيته أمس؟ هل فكرت فيما فكرت به؟ لم أبتسم هكذا منذ زمن، أراهن أنّك ستنتهز الفرصة وتقول: أرني صورةً كي أصدّق.. حسناً.. ربّما سأفكّر وأقرّر.. ربما ستبهجك رؤيتها.. أقصد البسمة لا أقصد رؤيتي.. ذاك أمرٌ مفروغٌ منه، لا أشكّ في ذلك. يبدو أنّ السنّارة غمزت، وكأنّنا قاب قوسين من
كان يا ما كان، حدث ذلك منذ اثنتي عشرة عام، كانت منكفأةً على نفسها في العلّية، حين ناداها من خلف حجابٍ: ها قد وصلت، افتحي النافذة قليلاً، بين يديّ أمانةٌ ثقيلةٌ لا بدّ أن أسلّمها لك قبل أن أرحل. كانت مغامرة، كل حدثٍ بدا سريعاً كما لو أنّنا في سباق، اكتظّت الصباحات بالألوان، بدا وكأنّها