أسرار
ليس السرّ أين تنام الأجساد، ولكنّ السرّ أين تستيقظ القلوب.
ثمّة حبٌ لا يشبههُ في العمرِ حبٌ تغزلُهُ الأمهات لذريّاتها غزلاً فريداً على هيئة دعاء، يحلّقُ سبع سماواتٍ موقناً باستجابته بطريقةٍ ما ولو بعد حينٍ. تعرف مسائلنا وحاجاتنا وأمنياتنا أكثر منّا، تعيد صياغتها لنا كدعوات، ترتّبها وتوزّعها بالعدل بيننا أبناءً وبناتٍ أحفاداً وحفيدات، تُناجي الرحمن لأجلنا بها، تلحّ بين يديه لطيف الالحاح وتبتهل، ويرفرف القلب
في حوارٍ دافيءٍ حلوٍ سريعٍ مسّ شغاف القلب بلطفٍ مهيب، يسأل أحمد والدته مُذكّراً كالعادة: ماما.. صلّيتي العصر؟ تجيبه أخته: شو رأيك! فيقول بحزم: بدّي أتأكّد إنّه كلنا رايحين عالجنّة سوا.💓 صَمَتَ الكون كلّه للحظة.. تبسّمت إيمان.. وتبسّم أحمد.. وتبسّمت الجنّة.. وراح القلب يدعو: يا ربّ سوا.. يا ربّ سوا.🤲🏻
سنحملُ لوحاتنا معنا إلى الجنّة بإذن الله، سنعاينها في معرضٍ فسيحٍ أخّاذٍ للّوحات هناك، سندرك حينها أنّ صعوبة الرسم كانت تستحقّ، وأنّها لم تكن مجرّد لوحة، بل كانت خارطة طريق النّجاة التي رسمناها بتجاربنا إلى أن وصلنا بلطف الحكيم وبالمجاهدة إلى تلك السّاميةِ الموعودةِ التي فيها ما لم يخطر على قلب بشر.
لطالما سكن القلب إلى قوله تعالى: “وَهُوَ الغفور الودود”، عند كلّ ضيق كنت أبحث عن لطف الله فيه، لطالما قلت لنفسي أنّ ثمّة لطفاً لم أفهمه بعد، ثمّة لطفٌ خفيٌّ بالتأكيد، هدّأ من روع خوفنا وقلقنا ببشارته جلّ جلاله: “الله لطيفٌ بعباده”. نتأرجح بين الهوى وجهاده، نضيق ذرعاً بصغائر الذنوب واللّمم، ولنا في: لا يملّ
وإيّام.. بتتأمّل هالعمر من تحت المخدّة وإنت عم تحاول تنام.. بتسأل حالك ألف سؤال وسؤال.. وما بتلاقيلن ولا نص جواب.. لهالدرجة كان صعب تقول اللّي بقلبك للّي بقلبك؟ لهالدرجة كان مستحيل تتهجّا كلمة “بحبّك”؟ لهالدرجة كانت بتلبّك الهيبة: “كأنّي اشتقتلّك”! لهالدرجة؟! #ثرثرة_منتصف_الليل
مضى زمنٌ منذ التقطت بعدسة هاتفي النّقال أولى الصّور التي فوجئت بعدها برغبةٍ لطيفة تدفعني للتعبير عن بعض خواطري عبر التصوير بين فينةٍ وأُخرى؛ نتعافى بهواياتنا ولنا فيها شفاء، قد يهدأ ضجيج الأفكار بممارسة ما نحب. في عالمٍ مُكتظٍ بالمواهب والابداعات سيبدو مُربكاً أن تهمس روحك بصوتٍ خجلٍ مبحوح: أنا أيضاً.. كأنّني أحبّ كذا.. لكنّني
كيف ألحّن حياتي؟ كيف أصنع لها نغماً حلو الرّنيم؟ هل للحياة لحنٌ مّا فعلاً؟ من لحّنه؟ أين ومتى.. كيف نسمعه؟ نعم.. لها بدل اللّحن الوحيد ألحانٌ عدّة، نلحّنهم بالعمل، نسمعهم كلّ أمل، كلّ عزيمة، كلّ ارادةٍ جبّارةٍ وكلّ شغف. كلُّ جيلٍ يتساءل عن سابقه كيف عاش دون أن يكون في حياته رفاهية كذا واختراع كذا
إنّها السادسة مساءً لأَحَدٍ لا يشبه الآحاد في شيء.. على غير عادة.. هدوءٌ لا يرحّبُ به زار المنزل بلا ميعاد.. آخر العنقود غفى غفوةً طالت بعض الشيء بعد تلقّي الجرعة الثانية من المطعوم، وأخته مثله أيضاً فعلت دون أن أنتبه. تمنّيت أن يتوقّف الزمان بي زمناً وأنا أتأمّلهما، تمنّيت ألّا نكبر بعدُ جميعنا، تمنّيت أن
ثمّة حبٌّ مّا يتمايل بين الغُرف بنشوةٍ سحريّةٍ حين تفتحُ الأمّ كيس طحينٍ جديد لتعجن عجنةً سعيدة، من بين كلّ النكهات التي تتعطّر بها صباحات العائلة تبقى نكهة الفانيلّا سلطانةً تسيطر على كلّ فناجين الشاي والقهوة في المنزل لتنادي أصحابها، كلّ فنجانٍ يُدندن لصاحبه بحمدٍ: “في بيتنا أُمْ.. في بيتنا أُمْ”.. لطالما مازحتها زمناً مضى: