كتاب
أمّا وَجْدُ يا غلام: من حَنَّ جُنَّ، والسلام.
الواحد فينا بيكون متصالح مع خطّه تصالح عجيب، مع رسمه عايش سلام نفسي أعجب، مع تصويره حدّث ولا حرج، مع طبخه لا تشكيلي ببكيلك، وفجأة بدون مقدّمات ما بيعود يعرف يشارك لحظاته ببساطة على بلاطة متل أوّل لأنّو الزمن تحوّل. كانت القصة من كم سنة أسهل بكتير، حيّا الله ورقة وقلم بتكتب قلبك عليهن وبتصوّر
ماذا لو أنّنا استطعنا شمّ رائحة العطر حين تبدأ المحادثة المرئية؟ ماذا عن لمس الوجه؟ هل تألمُ لشتاتنا الشاشات كلّما تبادلنا البسمات؟ هل تشفق على ترحالنا لوحة المفاتيح كلّما أعدنا طباعة كَلِمَتَيْ: والله اشتقنا. من يدري.
وكلّما عانَقَتْهُ.. وجدَتْ بين كتفيه ريح جنّة. لم يكن يعلم.. لم تكن تعلم.. ولم نكن نعلم.. بأنّه عمّا قريبٍ شهيد.. ووالدُ شهيد.
لست أدري متى نلتقي؟ متى تكفّين عن الظهور في أحلامي كلّما اشتقت إليك؟ عشرٌ عجافٌ مضت، بل أكثر، ربما تبقى مثلها، وأكثر، كي ألقاك. هناك، في مكانٍ ما من هذا العالم الفسيح، حارةٌ أحبّتها طفولتي، بناءٌ مدخله الياسمين، أتوق لزيارته ولو ساعة، أشتاق لفنجان شاي، أنا التي لا تحبُّ الشاي، أحبّتهُ على غير ميعادٍ في
يغضبُ يصخبُ يتعبُ يذهبُ يقودُ يعودُ يسودُ يجودُ يَجْهدُ يرعدُ يحصدُ يصعدُ يسعدُ يتملْملُ يُهمِلُ يُمْهَلُ يُهْمَلُ ثمّ لا تدمع، يضوعُ يجوعُ يجورُ يفورُ يأكلُ ينهلُ ثمّ لا تشتكي ولا تشتهي فلا يشبع، يثور الشعورُ يبورُ الحبورُ يمورُ يحورُ يعطشُ يشربُ يشرقُ ثمّ لا تحتوي فلا يرتوي ولا يقنع، يُثرثِرُ يُبربرُ يُقهقرُ يُزمجرُ يُبعثرُ يتبعثرُ
على بالي.. ﻛﺎﺳﺔ ﺷﺎﻱ.. صغيرة.. وحلوة.. يا ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻮ حلوة.. حلوة كتير.. كأنّيها قَطْر.. ورغيف دافي.. يا الله شو دافي.. ﻟﺴﺎ ﻫﻸ طالع ﻣﻦ الفرن.. وﺟﺒﻨﺔ ﺧﻀﺮة.. طيبة.. يا الله شو طيبة.. طيبة كتير.. نفطر سوا.. كلنا سوا.. بالبلد.. بقلب البلد.. ﻣﻊ ﻋﻤﻮ ﻳﻮﺳﻒ.. الله كريم.. الله الكريم.. يارب.. تعب الشوق.. يارب.. احفظ أرحامنا بعينك
تدور بين المعلّمات في مناوبة آخر النهار الدراسيّ أحاديث شتّى، بعضها يستقرّ في الذاكرة والبعض يتلاشى في لحظته. إنّه آخر الشهر، اليوم الموعود الذي نستلم فيه مكافآتنا الشهريّة ليبدأ معه مباشرةً سداد الديون، كانت ريم تُقرض الجميع ولا تقترض منهن، منظّمةٌ مميّزة إذا تحدّثت استمعت لحكمتها المعلّمات وأنصتت باستمتاعٍ الطالبات. تتجه نحوها على استحياءٍ ريف،
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ * قراءة المزيد »
«إنتِ وين كنتِ عن حياتي؟» هكذا عبّرت طفلة الخمسة أعوام لأختها ذات الشهر الواحد. إنتِ وين كنتِ عن حياتي؟ تسألها وهي نائمة، تسأل من لم تتعلم النطق بعد وحين تتعلّم لن تعرف بِمَ تُجيب، فقد كانت هديةً موقوتةً في علم الغيب كسائر أقدارنا المخبوءة عنّا خيرةً لنا حتّى حين. أين كنتِ؟ بلاغةٌ موفّقةٌ بامتياز، تعبيرٌ
يملكُ قدرةً عجيبةً بألّا ينصت إلى ما تطلبه منه مهما ارتجته، تنهمرُ أسئلته تباعًا إذا سمع ابتداء حفلة نقر الأصابع على لوحة المفاتيح تلك. سقف الغرفة ممتلئٌ بأسئلةٍ بلا أجوبة، تومضُ كيفما اتفق كلّما أُطفِئتِ الأنوار لا يلحظها أحدٌ في تلك العتمة سواها. هل يُعقل أنّ رسائلنا لا ترغب الوصول إلى أصحابها؟ أم أنها تضلّ