دنيا
لا جوع عندها.. فقوت اليوم ملك يمينها. لا مرض بينها.. فالمعافاة في البدن في حضنها. ولا أمن في السرب.. مثل النعيم بين ذراعيها. العائلة هي الدنيا.. هي الدنيا بحذافيرها.
لا جوع عندها.. فقوت اليوم ملك يمينها. لا مرض بينها.. فالمعافاة في البدن في حضنها. ولا أمن في السرب.. مثل النعيم بين ذراعيها. العائلة هي الدنيا.. هي الدنيا بحذافيرها.
هل حدث وأن أصبحت في قارّةٍ وأمسيت في قارّة لا تمتّ إليها بِصِلَة؟ هل يوجد بين بعض القارات صلاتٌ لا توجد بين البعض الآخر؟ هل حدث وأن حلمت بلقاءٍ لا تعرف له توقيتًا أصدق من يقينك أنّه سيكون؟ هل تستحضر معنى اليقين في كلّ سكنة من سكنات حياتك؟ هل حدث وأن استيقظت على نداءٍ وعناقٍ
يعمُّ الصخبُ ما حولنا رغمًا عنّا في مرحلة من العمر وأحيانًا في مراحل، البعض يمضي عمره كله مثل ذلك بلا هدوء، نرمي الأسباب على المحيط ولا أسهل من رمي التهم لتبرئة الذات من الحقائق التي نغضّ الطرف عنها في حين أنه لا يُغض، عوالمنا في الحياة لها ضوضاءٌ عامّة يستمع إليها الجميع ولنا في أنفسنا
ربّما لم يكن قُربًا كافيًا لنلتقي، وحتمًا لم يكن بُعدًا كافيًا لنفترق. لم يستطع البرزخ أن يفصل بيننا لكنّه استطاع أن يلجم الحناجر، أن يُعجزنا عن قول: لستُ بخير حين كنّا مثل ذلك، أن يؤسفنا لأنّنا لا نطيق أن نقول ذلك، أن يضحك علينا ونحن نبكي بكاء الأطفال في الزوايا ولا نستطيع أن نقول بشجاعةٍ
يا سورة الكهف الحبيبة: هل تحبين أصواتنا كما تحبّك وهي ترتّلك؟ هل تذكرين متى كانت آخر مرّة أُكرمنا بتلاوتك لا ينقص منّا أحد؟ هل تعرفين متى يتكرّر ذلك؟ هل سيتكرّر؟ هل تميّزين بين أعمارٍ مختلفة تتحلّق في غرفة المعيشة كيفما اتفق تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة وترجو أن يذكرها الله فيمن عنده. يا سورة الكهف الحبيبة:
أعلم أنّها سنّة الكون، وأدرك أنّها أيامٌ معدودة، أبتسم لكِ في اليوم الواحد ألف بسمة، وتبتسمين، أقول عشر مراتٍ صباح الخير يا سكّرة الروح الحلوة، وأقول تصبحين على خير عشرًا أيضًا، أحمد المعطي على ما أعطى صبح عشيّة، أضمّك إليّ كلّما سنحت لي الفرصة فنحن بقيّة العام لا نحظى بعناق، أتأمّل نور عينيك فلا أرتوي،
لم تكن مرّةً واحدةً ولا اثنتين ولا ثلاثةً تلكنّ اللّاتي كدن أن تشهدن انبعاث الكلمة السحرية من مرقدها، العزيزةُ التي يسعى للقائها كُثُر: «وأخيرًا». لم أخل «وأخيرًا» واحدةً ولا اثنتين ولا ثلاثة، لستُ مطواعةً لخيال، كنّ قريباتٍ حقيقيّاتٍ بلا شك، ولكنّ عالم السرّ وأخفى لم يأذن. «وأخيرًا» كثيراتٌ تلكنّ اللّواتي كنّ بطرفة عينٍ تُقبضن من
قُبيل أن تُخفق للمرة العاشرة، يخفق قلبك مائتي خفقةٍ في لحظةٍ واحدة، لا تسل كيف، تلك خفقاتٌ لا توصف بل تُحسّ، خفقاتٌ تنتزع الخفّاق من موضعه بخفّةٍ أو تكاد. تدرك بسبب ألمها إدراكًا عميقًا متأخّرًا، متأخرًا جدًا، أنت يا من كنت تدّعي السبق في كلّ ميادين الحياة. تدرك أنّك كنت ومازلت وستبقى ما حييت مُحاطًا
يا صاحبًا في السفر ليس كمثله صاحب ويا خليفةً في الأهل ليس كمثله خليفة، يا من أمره الذي نستعجله آتٍ لا محالة.. اطوِ لدعواتنا طيًا ما يؤخّر استجابتها لنراها رؤية العين حقًا ساطعًا كما نرى مشرق الشمس البهيّة. تحفّنا بعنايتك وتكلؤنا بحفظك وتعلّمنا كلّ يومٍ كيف تنتهي بنا الدروب حلاً وترحالاً منك إليك وكيف تُشدّ
ماذا لو أنّنا اعترفنا معًا بجسارةٍ أن ثمّة حبًا في الحياة لا تنطبق عليه القواعد ولا تسري عليه الأحكام والقوانين مهما جرى؟ حبٌ عذريٌ فطريٌ مشروعٌ لا مشروط واضحٌ صريحٌ يولد معنا حين نولد وحين نموت لا يموت. صباح الحب لبلادنا التي تتوضّأ وجوهنا طيفها كلّ صباحٍ ونتمثّل لطفها معنا ونمثّل تربيتها لنا عند كلّ