أمهات
أمّا بعد: فإنَّ الأمهات ربيعُ البيوت، وبيتٌ لا أُمّ فيه ضِياعٌ أهلهُ والسَّلام.
وحين صارت تجفُّ الدمعات وتتعافى الندبات وترتسمُ البسمات بين جنبات المطبخ، كتبت والدةٌ إلى والدتها رُسيلة: كأنّي كبرت، كأنّي صرتُ أنتِ.
أول ما حطيت راسي عالمخدّة حسيت كل خلية فيني عم تقول للسقف: game over، وكأنه كل عروقي عم تبارك لبعض: ألف الحمدلله عالسلامة، الله قدّر والله لطف خلصنا وخلص هالإسبوع على خير ألفين الحمدلله ولا أقلّك تلاتة. مرّات بستغرب من شغلة! أنا اللي بحكي مع السقف ولا السقف هوّ اللي بيحاكيني! مدري. من كتر ما
تأمّلتُ عينيها مليًا، يليق بها مسمّاها الوظيفي، لاق أكثر حين قرأتُ اسمها الثلاثي، طبيبةٌ ابنة طبيب، همستُ لنفسي أوبّخها بقسوة: فَعَلَتْ ما لم تستطيعي فعله يا فلانة ابنة فلان. وجهٌ سمحٌ وبسمةٌ متألّقةٌ وعاطفةٌ دفّاقة: هاتِ ما عندكِ؟ قالتها بنبرةٍ دافئةٍ المُعالجة. قصصتُ عليها في تلك الجلسة كلّ الحكايا، بُحتُ بالظلم والظلمات دُفعةً واحدةً وكأنّي
السلامُ على مقاعد في الجنة تتوق إليها الأفئدة وتتسابق الهمم ولها العيون تنتظر، السلامُ على حامل المسك وغارس الفسائل، السلامُ على كلّ مؤمنٍ يسعى بكلّ ما أوتي من إخلاصٍ وقوّة. الطمأنينة لقلبي وقلبك حتى نصل برضًا من الرحمن وتوفيقٍ إلى هناك، والسلام كلّ السلام.
في تلك الليلة سألتُ الجميع عنك: أين أنت؟ لماذا لم ترجعي إليّ بعد؟ لكنّ أحدًا لم يجب السؤال. في تلك الليلة أدركت أنّ الرجل يبكي أيضًا حين رأيت والدي مثل ذلك. في تلك الليلة علمت أنّي لن أحظى بسماع دعواتك ورؤية عينيكِ ليلة زفافي، بأنّك لن تختاري معي الفستان، لن تعطّري بزيارتك البيت ولن تشاركيني
وبتشهد الحياة إنه الغربة بزماناتا أكلت من قلوب السوريين شقفة فاكتشفت إنه طعمتها سُكّر نبات ما بتنتسى، وما عادت كفّتها من بعد هالشقفة الشقف وبلعتها كاملة لقمة وحدة بكل يلّي فيها بدون ما تشف معها شفّة مَيْ بدون ما تسمّي وبدون حتّى ما تغص. بتشهد الإيام إنه الكراسي كلّ الكراسي وإنه المطارح كل المطارح كانت
يا ريت يا علاء، يا ريت.. قمر تجيب الدربكّة، وتوسعنا مرجوحة الشيفونية كمان مرة بهالعمر، بس مرة.. ويا ريتنا نغنّي سوا: “ألف بي بوباية” من هلأ ليجهجه الضو. يا ريت نضحك من قلب لأنه انقطعت الكهربا، نضحك لأنه الكبار ما عم يقدروا يخلونا ننام، نضحك لأنه الخبز ما عم يهدّي بكياسه والمربّى مدري شو اللي