حزن
إنّ بعض الحزن صمت. 💔
ها نحنُ ذا نعودُ أدراجنا ونرتّب حقائبًا حُبلى بالهدايا التي تمّت مبادلتها من جديد، نتبادل وعودًا بلقاء ضبابيّ الموعد قلوبنا من ليلة الفراق الأولى ترقبه وترتجيه، نعودُ لا تَنْقُصُ أوزان أمتعتنا بل تزيد، من ذا الذي يعود من ديار والديه بوزنٍ منقوصٍ يا صديق؟ لعلّ أعجب الدعوات تلك التي تقول: الله يسعدكن ويبعدكن، لو عاد
ساعة تأمّل صور المجرة الخلابة تقزّمت الهموم واتفقت مشاعر الذين لم يتفقوا في العمر ولو مرّةً لأوّل مرّة؛ وشعرت البشرية جمعاء برهبة دونما استثناء واكتفت القلوب من كل اللغات بنبض كلمتين لا ثالث لهما: الله أكبر. الله أكبر من كل همٍ ومن كل حلمٍ ومن كل ما جرى وما يجري وما سيجري؛ الله أكبر من
ينهمر الفَرَحُ والفَرَجُ معًا كغيثٍ غزيرٍ يُنعشُ القلب من بعد يباس، من عُوِّدَ صبرًا عُوِّضَ أجرًا.
ليس الألم أن تتوه وحيدًا في منتصف الطريق، ولكنّ الألم إدراكك أنّ عليك إكمال المسير سعيدًا شئت أم أبيت مهما بكيت لأنّه لا طريق على خارطة العمر الحاليّة أمامك سواه.
«البنت التي نصف سمكة!» هكذا وَصَفَ حوتٌ حديث عهدٍ بالحيتان حوريّة البحر، «حويتيتٌ» لطيفٌ ظريفٌ تعرفه عن قُربٍ مُتعِبٍ سمكةٌ لطيفةٌ ليست نصفًا كما لا يعرفُ نفسهُ لم يتعرف عليها بعدُ ولن، وَصَفها بلهجةٍ جادّةٍ أثناء حديثٍ عابرٍ لم يعبر ببساطةٍ كما لم يقصد، فتلكنّ اللّواتي لَسْنَ «نصف سمكاتٍ» أجاركم الله تُجمركن الكلمات بعنايةٍ فائقةٍ
لا جوع عندها.. فقوت اليوم ملك يمينها. لا مرض بينها.. فالمعافاة في البدن في حضنها. ولا أمن في السرب.. مثل النعيم بين ذراعيها. العائلة هي الدنيا.. هي الدنيا بحذافيرها.
هل حدث وأن أصبحت في قارّةٍ وأمسيت في قارّة لا تمتّ إليها بِصِلَة؟ هل يوجد بين بعض القارات صلاتٌ لا توجد بين البعض الآخر؟ هل حدث وأن حلمت بلقاءٍ لا تعرف له توقيتًا أصدق من يقينك أنّه سيكون؟ هل تستحضر معنى اليقين في كلّ سكنة من سكنات حياتك؟ هل حدث وأن استيقظت على نداءٍ وعناقٍ