نعيما
كلُّ “نعيمًا” نسمعها في الدنيا بكفّة، و”نعيمًا” التي يسمعها بنو آدم في بيوت أمهاتهم وآبائهم بكفّة، لا تزنها بين الكِفَف كفّة.
كلُّ “نعيمًا” نسمعها في الدنيا بكفّة، و”نعيمًا” التي يسمعها بنو آدم في بيوت أمهاتهم وآبائهم بكفّة، لا تزنها بين الكِفَف كفّة.
لم ينتبني الفضول يومًا للتقصّي عن اسم أوّل محبٍ همس لمحبوبه: اشتقت لك، لم ينتبني أيضًا لمعرفة المحظوظ الذي تلعثم رادًا: اشتقت أكثر، لم ينتبني بتاتًا تجاه ذلك الذي عبّر عن الحب ببساطة بمفردة: أحبّك. لكنّني لطالما تخيّلت رؤية عيني أوّل من نادى: صباح الخير، ولطالما أحببت سماع أوّل من ردّ بلهفةٍ: صباح النور، أولئك
هل تلتحفُ الجناحين السحابة؟ أم أنه بسط منهما لها في فضاءات الفَلَك الظلّ الظليل؟ تبسّمت على استحياءٍ السماء، كلاهما كان فوق النجوم يسبح، كانت بين الكواكب تحلّق، وكان بين الأقمار يطير.
لَمَعَ العمرُ، مشى فأبطأ ثُمّ هرول، وها هو ذا على وشك الأفول. جاء اللقاء يمشي على استحياءٍ يتغنّج ببطءٍ تُحيّر رخاوة صبره الأعصاب، ثمّ ذهب مهرولًا قبل أن يتنفّس الصعداء ولوّح بسرعة برقٍ تُصيّر شدّة سبره القلوب. دَمَعَ العمرُ، لمْ نحظَ بلقاءٍ بحجم الشوق يومًا، وربّما: لنْ.
وصلتُ إلى مكّة وفي خاطري عمرةٌ من بعد عمرتي أنويها إلى أختٍ مضت قبلنا لم ألقها يومًا قرأتُ عنها مكتوبًا لطيفًا. ليس مهمًا معرفة كون الهدايا أُهديت أم لا، تلك هدايًا وأجورٌ مكنوزةٌ تدور بين العباد ورب العباد كلّ يومٍ إلى يومٍ تشخص فيه القلوب والأبصار. تمرّ علينا أيامٌ في العمر نضيق بها ذرعًا وتضيق
لا أذكر آخر مرّة قبّلت فيها الحجر الأسود، أذكر أنّ روحي كانت تئنّ حنينًا لعمرة، وأذكر كم عامًا مضى منذ الأخيرة. لا أذكر كم مرّة تهوّرت فيها في الحياة، وأذكر أنّه من دواعي سروري أن أتهوّر، وأذكر أنّي فعلتُ ذلك تكرارًا بكلّ فخرٍ مراتٍ كثيرة. أيُجدي الانتظار نفعًا؟ لماذا نعبّر عن بعض الحبّ بالقُبَل؟ هل
هربتُ من هشاشة عُشّي إلى دَعة دارك، ومن ضيق همّي إلى سَعة أقدارك، هرعتُ فتعثّرت، وجدتُ غارًا لم أجدني فيه، ربّما ليس يجدني، بحثت عن نورٍ لست ألاقيه، ربّما ليس يلاقيني، هل تسعى أنوارنا إلينا إذا ما نحنُ إليها سعينا؟ بالتأكيد. رحتُ من نفسي إليّ وعدتُ من وجدي إليك فدلّني بنورك عليك، تولّني بحنانك يا
أتيتُ إلى هنا يومًا مع جدّي، ثُمّ مع أبي، ومن ثَمَّ لوحدي. وها أنذا اليوم آتي مع ولدي، وربّما غدًا مع حفيدي، ومن بعد غدٍ ستدور دائرة الإتيان والرحيل من جديد. ستأتي أنت يومًا، وربّما لا، لا بأس على فؤادٍ لطالما أتاها دون أن يأتي الجسد، هالةُ نورٍ تأتينا كلّما اشتقنا وافتقدنا، تنادينا بأسمائنا أينما