مرآة
كان بعيداً، بعيداً جداً.. كان بالقُرْبِ، وكان بالقلبِ، وكان يفسّرُ الأحلام.. كان يسكنُ معها، كانت تسكنُ إليه، ولم يعرف سرّهما، سوى مرآة.
كان بعيداً، بعيداً جداً.. كان بالقُرْبِ، وكان بالقلبِ، وكان يفسّرُ الأحلام.. كان يسكنُ معها، كانت تسكنُ إليه، ولم يعرف سرّهما، سوى مرآة.
سلامٌ معطّر بالياسمين، بالياسمين فقط هذه الليلة، لا عبق الفلّ ولا عبير الجوري ولا شذى الرّياحين. ولماذا هذا التّعصّب للياسمين؟ القصّة أطول من أن يسعها حِلمك، ياسمين يعني ياسمين، ما المانع؟ لا مانع، أردت استفزاز حرف الياسمين، يبدو غاضباً اليوم، ما باله؟ لا أدري، مخّي يكاد ينفجر لكثرة الخواطر، في الحقيقة، أنا غاضبةٌ منك كثيراً،
لنتذكَر معاً، كم مرّة أُرهقت أنفاسك تفكيراً وتدبيراً لحلٍّ سحريٍّ يخلّصك من حالك مع أحدهم ينخر الضمير وتشهده الملائكة؟ كيف لا تحمل وشماً وتشوهاً نفسياً ضد سكّان الكون وسوء ظنٍ بهم وخوفاً منهم، ونفسك اللّوامة تجلدك ما استطاعت أن كنت أعمىً تُدرك ولا تتدارك الخطأ أسرع من ذلك، كيف لا تتألّم وتشكّ بقدراتك، والله يرسل
مساء الياسمين، كيف حال زبرجدي الثّمين؟ لا أعرف إن كنت محظوظة ومرت عيناك على هذه الفضفضة وربما الثرثرة تصل إليك وحدك في يومٍ مرضتُ فيه قبل مباشرة العودة للعمل غداً، لتنتهي الإجازة على عجل، والحمد لله على كل حال. لا أعرف لماذا أكتب لك ثانيةً وثالثةً وعاشرةً أصلاً، لا أرغب بمضايقتك بالتزحلق لزقاق الرسائل الخاصة،
أحياناً أشعر بحرجٍ من الاستمرار بالكتابة، أحاول الهرب من البوح بأيّ طريقة، تراني أتفقّد من حولي، هل لديكم حاجيّات من السوق، هل علينا واجباتٌ أسريّة أو التزاماتٌ اجتماعية، أحاول الخروج من المنزل كثيراً للابتعاد عن كارثة كتابة ما لا ينبغي أن أكتبه، لا أحب خطّ ما أعيبه على غيري، لا أرسل رسالة تهنئة أو تعزية
= أيّتها الحلم الأخّاذ، هل تذكّرتني اليوم؟ _ لن أردّ. = لأجل خاطري، ردّي. _ سأجيبك، نحن نتذكّر من كنّا نسيناهم، كيف لي أن أتذكَرُ من لا يفارق بالي أبداً؟ هل رضيَ غرورك الآن؟ = يا لروعة قلبك أيتها القلب الجميل المدهش الدافئ. _ أسعدك الرحمن ومن تحب، سعادة ليس كمثلها سعادة.
فآيةُ تسليمي عليكِ طلوعها قراءة المزيد »
صباح الشوق زبرجدي، كيف أصبحت اليوم؟ أرجو أنّك بصحّة جسدية ونفسيّة جيّدة، وأرجو أنّك مثلي، تراها دار عبور إلى دار الخلود، وأنّك تستمتع بهذه الهديّة التي كرّمنا الله بها يومَ أن قال كن فيكون، فنبض القلب وتنفّست الرئتان، وقيل للعباد: اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ
صباح الياسمين والامتنان لربّ العالمين.. لرسائل الحياة أحوالٌ عديدة، تصكٌّ وجه كلماتها لتبدو عجوزاً عقيماً حيناً، وتتألق عروساً ودوداً ولوداً أحياناً. أثقلها على الأقلام تلك التي تنتمي للأعراف لا هيَ إلى هؤلاء ولا هيَ إلى هؤلاء، نتخيّر اسقاطها خيرةً لها ولنا ومُضيّاً في الحياة، كحملٍ عزيزٍ حدث خارج الرّحم الخَروس، لا يخفى على طبيب، لكنّ
إنّه الصّباح السادس من نيسان، هل جرّبت الحبّ بكبرياء؟ إنّه أن أسألك أثناء المحادثة: هل الصوت واضح؟ فتسترقَ الفرصة وتجيب: وجميل، جميلٌ جداً، هو جميلٌ دائماً، وخاصّةً هذه المرّة. ويبتلعك صوتك عن الإعتراف بجسارة: وأحبّه وأشتاق إليه. سأبوحُ لك سرّاً من أسرار الرّوح كلّ كتابٍ حتى ننتهي إلى رسالةٍ لا أرغب معرفتك بعدها؛ لقد أنطقني
صباح النور والسرور، كيف حالك؟ أمّا بعد، فإنّي أقرؤك السلام من دنيانا الجميلة الطويلة الغريبة الرتيبة، من أعمالنا لا تنتهي وآمالنا لا تكتفي، من همّنا الكبير لا يصغر، وأحلامنا الصغيرة كل يوم تتكابر وتكبر، من الغربة ألقونا فيها وهربوا بعيداً، من الهجرة جُررنا إليها جراً وقضينا العمر بأجسادٍ نزعت قلوبها وزُرعت تحت شجرة النارنج في